حثّت شخصيات دينية من مختلف الطوائف والأديان في العراق، المواطنين على المشاركة الفاعلة في التعداد السكاني العام، واعتبرهُ أكثرهم أنه واجب وطني وأخلاقي تجاه بلدهم ومدنهم وأبناء شعبهم.
ووفقاً لبيانات وتصريحات صادرة عن عدد من رجال الدين والشخصيات البارزة تابعها (كلمة) الإخباري، جاءت تؤكّد على أهمية هذه المشاركة التي ترتقي إلى المسؤولية الشرعية.
وقال المتحدّث باسم مكتب المرجع النجفي في محافظة النجف، الشيخ علي النجفي: "نحيي جهود إجراء عملية التعداد السكاني في العراق، ونشجّع المواطنين على التفاعل والمشاركة فيه".
وأضاف، أن "التعداد السكاني سيمنح مؤشرات واضحة عن واقع العراق بتفاصيل متعددة ودقيقة؛ والتي من شأنها أن تساعد الحكومة في تقديم الخدمة للمواطنين خلال نتائج هذه الإحصاءات".
وأشار النجفي إلى أن "نتائج التعداد ستساعد في صرف الموازنات وتحقيق المشاريع في البلد"، معرباً عن أمله "أن تستثمر الحكومة هذا المشروع خدمة للعراق".
فيما قال نجل المرجع الحكيم الراحل وأستاذ الحوزة العلمية في النجف، السيد رياض الحكيم: إنّ "المشاركة الفعالة في التعداد السكاني وتقديم المعلومات الصادقة والدقيقة، خصوصاً ما يرتبط بعدد الافراد واجب وطني وأخلاقي تجاه أبناء مدينتك ومحافظتك، بل تجاه أبنائك واخوانك ومصيرهم"، مشيراً إلى أن "المشاركة في التعداد قد يرتقي الى المسؤولية الشرعية" بحسب قوله.
وأوضح الحكيم أن "الإنسان إذا أراد أن يعرف اهمية ذلك يكفي ان يلاحظ حرص الأعداء على عدم مشاركة ابناء الوسط والجنوب بالذات فيه من؛ خلال الحملات الإعلامية التضليلية المكثفة، بينما يحثون أبناء المناطق الاخرى على المشاركة الفعالة".
ولفت بأن ذلك يؤكّد لنا أن "هؤلاء يستغلون كل الفرص، ويعيشون ثقافة (الحرب) المستمرة والمفتوحة".
وشجّع الحكيم المواطنين أكثر على المشاركة قائلاً: "شارك مشاركةً فعالة، وثبّت المعلومات الدقيقة في التعداد السكاني العام".
من جهته حذّر أستاذ الحوزة العلمية في النجف السيد رشيد الحسيني المواطنين العراقيين وخصوصاً في محافظات "الوسط والجنوب" من عدم المشاركة في إجراء التعداد السكاني والانجراف وراء ما وصفه بالإعلام الهدّام.
وقالَ الحسيني في بيان تفصيلي عن أهمية التعداد ومغبّة عدم المشاركة: "انتبهوا يرحمكم الله، ولا يخْدَعنّكم القوم بإعلامهم، وإنْ كان بألسنة شيعية جاهلة، أو مدفوعة بأجندات مشبوهة".
وأوضح بأن "المشاركة في التعداد ليست دعماً للحكومة، ولا لنظام سياسي لسنا راضين عنه؛ إنّما هي قضية إثبات حقوق واستحقاقات مستقبل لعقود من الزمن، وقد لا تتكرر الفرصة للتصحيح لعشرات السنين القادمة".
وأكّد الحسيني أنّ "المشاركة في التعداد وإعطاء البيانات الصحيحة - لا سيّما في عدد نفوس العائلة - ممّا يتوقف عليه رفع بعض المظلومية عن محافظات الجنوب والوسط؛ لذلك هو حق وواجب وطني".
كما دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الشيخ همام حمودي، العراقيين لإنجاح التعداد السكاني، فيما أشار الى أنه ضمان لحقوقهم ومستقبل أبنائهم.
وقال الشيخ حمودي في بيان: إنّ "المشاركة في إنجاز التعداد السكاني واجب وطني على جميع العراقيين؛ لضمان حقوقهم من الخدمات العامة ورسم مستقبل أبنائهم".
وأضاف، أن "الموازنة العامة للدولة توزع بين المحافظات على أساس كثافتها السكانية، والخدمات العامة الصحية والتعليمية والاجتماعية والأمنية والبنى التحتية يخطط لها وفقاً لأعداد السكان ومناطق تركزهم".
وتابع، أن "التعداد يوفر للحكومة قاعدة بيانات عن المستوى المعيشي ومعدلات الفقر والبطالة تبنى عليها الخطط الاقتصادية والإنمائية، وهذا يندرج ضمن مسار التخطيط العلمي والعملي لإدارة البلد الذي تصدر رؤية المرجعية العليا، وإنجاحه واجب ومسؤولية الجميع".
وشدّد زعيم التيار الوطني السيد مقتدى الصدر هو الآخر، على المشاركة الفاعلة في التعداد السكاني العراق، كما دعا الحكمة إلى إجراء تعداد شفاف ونزيه وبعيد عن التدخلات الحزبية.
وقال الصدر في تدوينة على موقع (أكس): "على الحكومة العراقية السير نحو تعداد سكاني شفاف ونزيه بعيداً عن التدخلات الخارجية والحزبية، وعلى الشعب إعطاء إحصائيات دقيقة، لبيان الحقائق على وجهها الصحيح والدقيق فهناك من يريد تزييفها".
كما وجّه البطريرك المسيحي في العراق، رفائيل ساكو إلى "المشاركة الكبيرة والفعالة في إجراء التعداد السكاني، معتبراه إياه "واجباً وطنياً بالغ الأهمية".
وأعرب ساكو في بيان عن تطلعه إلى "الدقة والصدق والنزاهة من قبل الفريق المكلف بالتعداد والمواطنين في إعطاء معلومات صحيحة".