يبدو أنّ مخاوفَ إسرائيل وأمريكا من الردّ الإيراني القاسي اقتربَ كثيراً من إنجازهِ، وفقاً للمعطيات الموجودة على أرض الواقع، والتي جعلت أمريكا الداعمة لإسرائيل تتحرّك للاستعداد لهذه الضربة التي أطلقت عليها إيران بـ "عملية الوعد الصادق 3".
عصر اليوم الخميس، صرّح قائد في حرس الثورة أن (عملية الوعد الصادق 3) "ستكون أقوى وأشدّ من الوعد الصادق (1و2)"، وذلك ردّاً على سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية في (26 تشرين الأول الماضي).
ونقلت وكالة (مهر) للأنباء عن العميد علي فضلي قوله: "في عمليتي الوعد الصادق (1 و2)، فُرضت إرادة النظام الإسلامي على العدو، وبإذن الله ردّنا على الكيان الصهيوني من خلال (عملية الوعد الصادق 3) سيكون أقوى وأكثر حسماً".
كما صرّح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني علي فدوي، الأربعاء الماضي، بأن "إيران وجبهة المقاومة مستعدتان"، وأن إسرائيل "لا تملك القدرة على مواجهة إيران وعليهم ترقب ردنا".
وقال فدوي في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام إيرانية رسمية: إن "مخازن التسليح الإيرانية تحتوي على ما يكفي من الأسلحة والقوة لتوجيه ضربة لإسرائيل"، مضيفاً: أن "جغرافية الكيان الصهيوني صغيرة ولدينا بنك أهداف كبيرة ومؤثرة داخل الكيان".
ووفقاً لتصريحات إيرانية سابقة، فإن طهران ستستخدم في ردّها على إسرائيل صاروخ "خرمشهر"، وهو جيل جديد من الصواريخ الباليستية الإيرانية تم تصنيعه محلياً عبر مصانع وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة ووفق تصاميم إيرانية خاصة.
ويتمتّع هذا الصاروخ بقوة تدميرية هائلة؛ نظراً إلى أنّ رأسه الحربي يزن حوالي (1800 كليو غرام).
وفي إزاء ذلك، نقلت الولايات المتحدة، الخميس، سرباً من الطائرات المقاتلة (F15) إلى الشرق الأوسط، ضمن دعم لحليفتها إسرائيل في مواجهة الرد الإيراني.
ونقل (كلمة) الإخباري عن صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، اليوم الخميس، أن طائرات عسكرية أمريكية من طراز (F-15) في طريقها إلى الأردن، قبل الهجوم الإيراني المتوقع.
كما قالت هيئة البث الإسرائيلية: أنه "على خلفية استعدادات إسرائيل لرد إيراني على هجوم القوات الجوية الإسرائيلية قبل نحو أسبوعين، نقلت الولايات المتحدة اليوم سرب طائرات F15 (لم تذكر عددها) إلى المنطقة".
ولكنّ الهيئة لم تحدّد بدقة المنطقة أو الدولة التي أرسلت إليها واشنطن هذه المقاتلات.
وأضافت: "في الأسبوع الماضي، أرسل الأمريكيون عشرات الطائرات المقاتلة و(6 قاذفات استراتيجية) من طراز (B-52) إلى الشرق الأوسط"، دون تحديد مواقعها أيضاً.
وتصاعدت المواجهة بين تل أبيب وطهران في ضوء حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023).
ومنذ (23 سبتمبر/ أيلول الماضي) بدأت إسرائيل حربا أخرى واسعة على لبنان، والتي يقابلها ردّ أقسى من قبل المقاومة الإسلامية المتمثلة بـ (حزب الله) في لبنان.