الخميس 20 جمادى الأول 1446هـ 21 نوفمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
بين جعفر الطيار والعباس بن علي.. عنوان الفضيلة وبيت البصيرة
د. سعد محمود المسعودي
2024 / 08 / 08
0

هو الاخ الأكبر لأﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‏علي بن ابي طالب ( ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‏)

ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺠﻌﻔﺮ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ، 

ﺃﻣّﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ، ﻛﻨﻴﺘﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، 

ﻭﻛﻨﺎﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﻳﺘﻔﻘﺪﻫﻢ ﻭﻳﺠﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻟﺪ ﺑﻤﻜﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ،ﻫﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، ﻭﺻﺤﺐ ﻣﻌﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ ،ﻟﻤﻨـﺰﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﺒﻠﻴﻐﻪ، ﺿﺮﺏ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﺳﻬﻤﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ، ﻭﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﻓﻴﻬﺎ ،ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻓﺘﺢ ﺧﻴﺒﺮ، ﻓﺎﻋﺘﻨﻘﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﻭﻗﺎﻝ : ‏( ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺑﺄﻳّﻬﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺷﺪّ ﺣﺮﺻﺎً، ﺑﻘﺪﻭﻡ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻡ ﺑﻔﺘﺢ ﺧﻴﺒﺮ ‏) ،ﻟﻘﺐ ﺑﺬﻱ ﺍﻟﻬﺠﺮﺗﻴﻦ، ﻷﻧﻪ ﻫﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻣﻨـﺰﻻً ﻫﻨﺎﻙ ،

ﺃﻣّﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﻣﺆﺗﺔ، ﻓﺈﻥ إستشهد ﻓﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ، ﻓﺈﻥ إستشهد ﻓﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺭﻭﺍﺣﺔ ،ﻗﻄﻌﺖ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﻘﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﻴﺴﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﺖ، ﻓﻀﺮﺏ ﻭﺳﻄﻪ ﻓﺴﻘﻂ ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻣﻀﺮﺟﺎً ﺑﺪﻣﻪ ﺳﻨﺔ 8 ﻫـ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﺔ، ﻭﻫﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻯ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﺩﻓﻦ ﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻪ ﻣﺰﺍﺭ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻫﻨﺎﻙ ، ﺣﺰﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﻟﻮﻓﺎﺗﻪ ﺣﺰﻧﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً، ﻭﺑﻜﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ‏( ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻠﺘﺒﻚِ ﺍﻟﺒﻮﺍﻛﻲ ‏) ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻪ ﺧﺼﺎﻝ ﺟﻌﻔﺮ : ‏( ﺇﻥَّ ﺧﻠﻘﻚ ﺧﻠﻘﻲ، ﻭﺃﺷﺒﻪ ﺧﻠﻘﻚ ﺧﻠﻘﻲ، ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﺷﺠﺮﺗﻲ ‏) .

ﻭﻗﺎﻝ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﻟﻤﺎ إستشهد  ﺟﻌﻔﺮ : ‏( ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﺪﻟﻪ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺟﻨﺎﺣﻴﻦ ﻳﻄﻴﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﺷﺎﺀ ‏)،..

المنازل التي حظي بها الطيار (عليه السلام) كان محط أنظار جميع الصحابة والتابعين من الاولين والاخرين ، وكان لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، يلهج بذكره ويستأنس بسيرته وقد مثل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) بمحافل متعددة واهمها رئاسته إلى الحبشة ، فيعد اول سفير عالمي قد بين متزن الدعوة الإسلامية وفكك رموزها ، ونشر عطرها ، واقنع المخالفين والمؤالفين لدين الله سبحانه ، أن العظمة التي تجسد بشخص سيدي ومولاي جعفر الطيار ( عليه السلام) لاتقل نظيرا عن من سواه من علماء الأمة الإسلامية وفقهائها وأركانها ، فيعد العماد الاول واللبنة الأولى التي خطت معالم الاسلام ، ولقد كانت اختيارات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) لشخصية الطيار هو اختيار الهي لذلك تجسدت فيه وشملته آيات الكتاب العظيم نأخذ شيء منها للتذكير والبركات ،،،


وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ . . . البقرة 13 .


وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ . . . البقرة 25 .


فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ . . . النساء 69 .


لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا . . . المائدة 82 .


وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا . . . الانعام 54 .


وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ . . . الأعراف 46 .


إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ . . . الأنفال 34 .


أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ . . . التوبة 19 .


أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يونس 62 .


وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ . . . الحجر 47 .


وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا . . . النحل 41 .

وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ . . . الإسراء 9 .....

هذا هو جعفر عليه السلام ، ومن الطافه أود اذكر هذه الحادثة التي كتبها المؤرخين في بطون مصادرهم ،

(إن  أعظم صحابة النبي محمّد صلّى اللّه عليه وآله ، وابن عمّه ، وأخو الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام . كان شبيها بالنبي صلّى اللّه عليه وآله ، خلقا وخلقا ، وكان الرجل إذا رآه يقول له : السّلام عليك يا رسول اللّه يظنّه النبي الأكرم صلّى اللّه عليه وآله ، فيقول جعفر : لست برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنا جعفر )...

اذن أشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،

هذه هي اختيارات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فكيف كانت اختيارات الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام ، حينها حيث المقياس الحقيقي بامتداد الاسلام هو حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( حسين مني وانا من حسين ) ، فوقعت خيارات ابي عبد الله عليه السلام على من ذخره أبوه أمير المؤمنين عليه السلام ، ليوم واقعة الطفوف واقعة كربلاء ، التي عنيت بكل ماذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر عليه السلام ، فقد ذكره الإمام الحسين عليه السلام لأخيه ابي الفضل العباس عليه السلام ، ولم نر أن الاختيارات قد جاءت من فراغ ، بل كانت هنالك ثوابت وسيرة عطرة قد مضى عليها ائمة أهل البيت عليهم السلام ، فقد أعطى الامام الحسين عليه السلام ، لأخيه ابا الفضل العباس عليه السلام ، افضالا وافضال كما التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل واستزاد بها ابا الفضل العباس عليه السلام لحجم الواقعة واشدها ، (اركب بنفسي انت يا اخي) ، والتي كانت تمثل أعظم كلمة أطلقها ابو عبد الله الحسين عليه السلام ، لوصف أخيه بنفسه ، فهي نفس الكلمة التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بيوم المباهلة العظيم ، ونفسها التي أطلقها لجعفر يوم مؤته ، ومن هنا نجد ، أن الامتداد التاريخي الذي جمع بين سيدي ومولاي جعفر الطيار عليه السلام ،وبين صاحب اللواء العظيم ابا الفضل العباس عليه السلام هي نفسها الخصال والافضال والحسنات والبركات والرضا والشفاعة ، هي نفسها التي تجسدت بيوم كربلاء ، ونسأل الله سبحانه في علاه أن لايحرمنا عطفهم ومولاتهم وشفاعتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد واله الطيبين الطاهرين



التعليقات