قالت صحيفة غارديان البريطانية (The Guardian) في افتتاحيتها، السبت، إن من أخطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما خطط للحرب على أوكرانيا، تقليله من شأن التضامن الأوروبي. حيث حركت هذه الحرب مركز الجاذبية الإستراتيجية للقارة، لكن ليس في الاتجاه الذي كان يقصده بوتين.
***
فقد قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -بحسب الصحيفة- طلبا طارئا لعضوية الاتحاد الأوروبي خلال أيام من الغزو، وقد قُبِل ترشيح بلاده رسميا خلال أشهر.
في هذا السياق، أشارت الغارديان إلى قول رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال قمة في كييف الأسبوع الماضي، إنه من المستحيل تصوّر مستقبل للاتحاد الأوروبي من دون أوكرانيا.
وعلقت الصحيفة البريطانية على هذا الكلام بأنه ما كان ليقال قبل الحرب، لأن الترشيح لعضوية الاتحاد الأوروبي أقل أهمية لمجهود زيلينسكي الحربي من المعدات العسكرية، لكن الأسلحة تدفقت أيضا من الدول الأوروبية.
وأضافت الافتتاحية أن المساعدة العسكرية والاندماج المؤسسي مكملان لبعضهما، وهذا يعكس تكيفا نفسيا في الغرب، أي تخلصا من التراخي واعترافا متأخرا بأن "بوتين طاغية" لا يمكن استرضاؤه.
وترى الصحيفة أن انضمام أوكرانيا سيؤدي إلى قلب ميزان النفوذ في المجلس الأوروبي بعيدا عن النواة الغربية للاتحاد الأوروبي في القرن العشرين تجاه دول القرن الحادي والعشرين في الشرق، وسيُختبر مدى التضامن القاري من خلال عملية حوّلت المستفيدين الخالصين من الميزانية المشتركة إلى مساهمين خالصين.
وختمت الصحيفة بأنه يجب ألا تنخدع كييف بعموميات مجردة، ويمكن أن تعرض عليها معاهدات وشراكة أمنية ترسم مسارا مقبولا للعضوية الكاملة، مشيرة إلى أن "العدوان الروسي" كان هو القوة المحركة التي أعطت زخما سياسيا جديدا للتضامن القاري، ويجب الآن تسخير هذه الطاقة في عملية تضمن مستقبل أوكرانيا في نادي الديمقراطيات الأوروبية.