قال مسؤول عسكري مقرب من القائد
العام للقوات المسلحة يوم الجمعة إن عددًا من ألوية الحشد الشعبي
تحدثت عن رغبتها بالانسحاب من هيئة الحشد الشعبي بعد انفكاك قوات
العتبات المقربة من المرجعيةعنها.
وكشف المصدر في اتصال هاتفي مع "كلمة"، عن إن نحو 14 فصيلاً في الحشد الشعبي بدأ بالتحرك للانسحاب من الهيئة بعد قرار انفكاك كل من (فرقة الإمام علي القتالية –العتبة العلوية- ولواء علي الأكبر –العتبة الحسينية-، و فرقة العباس القتالية –العتبة العباسية- ولواء أنصار المرجعية) من هيئة الحشد الشعبي مؤخراً.
وأصدر القائد العام للقوات المسلحة أول أمس أمراً بفك ارتباط هذه القوات عن الهيئة وربطها "إدارياً وعملياتياً" بالقائد العام للقوات المسلحة.
وقال في كتاب رسمي: " أمر موجه من رئيس الوزراء إلى رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض نص على ما يلي:
قررنا ربط الألوية (2، 11، 26، 44) إدارياً وعملياتياً بالقائد العام للقوات المسلحة وستنظم بقية التفاصيل بأمر لاحق".
وبحسب مراقبين فإن تحركات قوات العتبات الأخيرة المرتبطة بـ «المرجعية الدينية» استفزت الفصائل الموالية لإيران والتي تحكم السيطرة على هيئة الحشد الشعبي المرتبطة برئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة.
ورأت أن تصريح المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم خلف يعيد للأذهان نظرية الطرف الثالث وتحكمه بالمشهد السياسي في العراق.
وكان خلف قد أصدر بياناً قبل ساعات تحدث فيه عن عدم موافقة القائد العام للقوات المسلحة ببيان الألوية الأربعة المنسحبة، ما أثار تساؤلات حول مدى واقعية هذا التصريح في إلزام المؤسسات بموافقات رسمية قبيل إصدار أي بيان أو توضيح.
ورأى المحلل السياسي مشرق عز الدين، أن تصريحات خلف تدعم وجود نظرية «الطرف الثالث» بقمع المتظاهرين.
ويقول عز الدين لـ «كلمة»: "إن صحت تصريحات الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة، فهذا يعني بالفعل أن هذا الرجل يمثل الطرف الثالث المتورط بقمع المتظاهرين على أرض الواقع، إذ ما معنى أن يخرج بتصريحات من هذا النوع الهدف منها دعم جماعات مسلحة تعمل بالضد من المؤسسة العسكرية الرسمية، وهذا ما قام به على مدار الأشهر التي شهدت اقوى احتجاجات في العراق".
ويضيف: "خطوة انتقال قوات العتبات إلى المؤسسة الرسمية خطوة جريئة ومهمة سوف تسهم بتشذيب هيئة الحشد الشعبي من بعض الجماعات المسلحة التي تقاتل خارج الحدود وتحرج الحكومة العراقية، إضافة إلى أنها ستكون خطوة مشجعة لفصائل أخرى بأن تكون ضمن القوات الرسمية".