تدخل جهود الوساطة لإنهاء الحرب في غزة مرحلة حرجة مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقعه بالحصول على رد نهائي من حركة حماس خلال 24 ساعة، فيما أكدت الحركة أنها تجري مشاورات داخلية مع الفصائل الفلسطينية قبل تقديم ردها الرسمي على المقترح الذي يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً.
وتكتسب هذه المفاوضات أهمية استثنائية بعد فشل جميع الجهود السابقة على مدار تسعة أشهر من القتال، حيث تحاول قطر ومصر، بدعم أمريكي، سد الفجوة بين الموقف الإسرائيلي المطالب بهدنة مؤقتة مع استمرار العمليات العسكرية لاحقاً، والموقف الفلسطيني المصر على إنهاء كامل للحرب.
ويقول مصدر دبلوماسي مطلع على المفاوضات: “المقترح الحالي يمثل أفضل ما يمكن تحقيقه في الظروف الراهنة، وقد بذلت واشنطن ضغوطاً غير مسبوقة على إسرائيل للموافقة على بنوده، لكن التحدي الأكبر يكمن في إقناع جميع الفصائل الفلسطينية بقبوله”.
وتتضمن المفاوضات الراهنة جهوداً متوازية تشمل صفقة تبادل أسرى وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب، بعد تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق مع ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 57 ألف قتيل و135 ألف جريح، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
وأعلنت حركة حماس في بيان رسمي أنها “تجري مشاورات مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية بشأن العرض الذي تسلمته من الوسطاء”، مؤكدة حرصها على “إنهاء العدوان وضمان دخول المساعدات بحرية”.
وتأتي هذه التطورات بعد استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية المكثفة في 18 مارس/آذار الماضي عقب فشل جولة سابقة من المفاوضات، مما أدى إلى مقتل أكثر من 6500 فلسطيني إضافي منذ ذلك الحين.
ويواجه المقترح الجديد تحديات جوهرية تتعلق بتفاصيل تنفيذه وضماناته، خاصة مع تعقيدات وقف إطلاق النار في ظل استمرار التوتر في الضفة الغربية والحدود اللبنانية وعدم وجود رؤية واضحة لمستقبل القطاع في “اليوم التالي” للحرب.
المحرر: حسين صباح