تضاربت الروايات الرسمية بشكل حاد حول الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة حلب مساء اليوم الاثنين، فبينما نفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مسؤوليتها عن قصف الأحياء السكنية متهمة جهات حكومية بذلك، أكدت دمشق تعرض قواتها لـ"غدر" مفاجئ وهجوم بالصواريخ وقذائف الهاون.
وذكر بيان للمركز الإعلامي لـ"قسد" تابعه كلمة الإخباري، أن القوات تنفي بشكل قاطع الادعاءات الصادرة عن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة دمشق حول استهداف أحياء حلب، مشيرة إلى أنها سلمت نقاطها لقوى الأمن الداخلي "الأسايش" وفق اتفاقية 10 مارس.
واتهمت "قسد" في بيانها ما وصفتها بـ"الفصائل المنقسمة التابعة لحكومة دمشق" بافتعال الأزمات وجلب الدبابات والمدافع لقصف أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، معتبرة أن الصواريخ تنطلق بمسارات عسكرية واضحة من نقاط تلك الفصائل بهدف "إثارة الفتنة".
في المقابل، أصدرت وزارة الدفاع السورية بياناً أكدت فيه أن "قسد" هي من بادرت بالهجوم المفاجئ على نقاط انتشار قوى الأمن والجيش في محيط حي الأشرفية، ما أسفر عن وقوع إصابات، لافتة إلى أن قوات الجيش ترد حالياً على مصادر النيران للدفاع عن أرواح المواطنين ومواقع الدولة.
وعززت وزارة الداخلية السورية رواية الجيش، واصفة ما جرى بـ"الغدر" عقب انسحاب مفاجئ لقوات قسد من الحواجز المشتركة وإطلاق النار عليها، ما أدى لإصابات بين العسكريين والمدنيين وفرق الدفاع المدني.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، بأن القصف العشوائي طال أحياء الجميلية والسريان ومشفى الرازي، ما تسبب بمقتل مدني وإصابة 8 آخرين بينهم نساء وأطفال، ودفع عشرات العائلات للنزوح، فيما وجه محافظ حلب عزام الغريب نداءً للأهالي بالابتعاد عن مناطق الاشتباك، معلناً رفع الجاهزية القصوى في المديريات الخدمية والصحية.
يذكر أن حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب يخضعان لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، وشهدا فترات سابقة من التوتر والحصار المتبادل بين القوات الكردية والقوات الحكومية السورية، غالباً ما تنتهي بتدخلات ووساطات روسية لتهدئة الموقف.
المحرر: حسين صباح