فقدت أسهم كبرى الشركات الأوروبية التي كانت رائدة في تبني الذكاء الاصطناعي بريقها مؤخراً، مع تراجع حاد في قيمتها السوقية.
ويأتي هذا التغير بعد أن أثارت نماذج جديدة وأكثر تطوراً من الذكاء الاصطناعي، مثل GPT-5 من "أوبن إيه آي" وClaude من "أنثروبيك"، مخاوف المستثمرين بشأن قدرة هذه الشركات على الحفاظ على ميزتها التنافسية.
وتأثرت شركات بارزة بشكل مباشر بهذا التحول، حيث انخفض سهم شركة SAP الألمانية بنسبة 7.2%، بينما سجلت شركات أخرى مثل Dassault Systemes وSage وCapgemini ومجموعة بورصة لندن تراجعات حادة بلغت 14.4% في بعض الحالات.
ورغم أن مؤشرات الأسهم الأوروبية العامة، مثل مؤشر ستوكس 600، شهدت ارتفاعاً خلال الفترة نفسها، إلا أن أسهم هذه الشركات تراجعت بسبب تقييماتها المرتفعة أصلاً، مما جعلها أكثر حساسية لأي أخبار سلبية.
ويرى المحللون أن هذه الشركات، التي تُعرف بـ"المتبنين للذكاء الاصطناعي" في أوروبا، أصبحت في موقف صعب، حيث يواجه نموذج عملها تحديات كبيرة.
وقد غذت تصريحات قديمة لمدير "إنفيديا"، جنسن هوانغ، بأن "الذكاء الاصطناعي سيلتهم البرمجيات" الجدل مجدداً. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن الشركات التي تمتلك بيانات حصرية أو برامج متعمقة في عمليات عملائها قد تظل قادرة على الصمود.
وفي ظل هذه الضغوط، يرى بعض مديري الصناديق أن التراجع الحالي قد يمثل فرصة للمستثمرين لاقتناص هذه الأسهم، لكن بشرط أن تتمكن الشركات من إثبات قدرتها على تحويل الذكاء الاصطناعي من تهديد إلى محرك حقيقي لنمو أرباحها، وهو تحد كبير يتعين عليها إنجازه قبل أن يفقد المستثمرون صبرهم.
المحرر: عمار الكاتب