الجمعة 3 ذو القِعدة 1446هـ 2 مايو 2025
موقع كلمة الإخباري
الجلوس الطويل وآلام الرقبة.. خطر صامت في عصر الشاشات
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 04 / 30
0

في زمن أصبحت فيه الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يحذر الخبراء من أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا قد يكلّفنا ثمنًا صحيًا باهظًا، لا سيما على صعيد صحة الرقبة.

فمع تزايد ساعات الجلوس للعمل أو الترفيه، باتت هذه العادة اليومية تهدد الجهاز العضلي الهيكلي وتحديدًا الرقبة، بمخاطر متصاعدة.

وفي هذا السياق، أطلقت دراسة حديثة قادها باحثون من الصين جرس إنذار، بعد مراجعة بيانات أكثر من 43 ألف شخص في 13 دولة.

وخلصت الدراسة إلى أن الجلوس لأكثر من 6 ساعات يوميًا يزيد احتمال الإصابة بآلام الرقبة بنسبة تصل إلى 88%، مقارنة بمن يقضون وقتًا أقل في وضعية الجلوس. وأشارت النتائج إلى أن استخدام الهواتف المحمولة كان النشاط الأكثر ارتباطًا بهذه الآلام، حيث زادت معدلات الإصابة بنسبة 82%، يليه استخدام الحاسوب بنسبة 23%، فيما كانت مشاهدة التلفاز الأقل تأثيرًا.

ويُعرّف الباحثون “السلوك الخامل” بأنه الجلوس المطوّل خلال النهار مع قلة الحركة، كما في حالات العمل المكتبي، أو تصفّح الهواتف، أو متابعة البرامج التلفزيونية.

ويؤكدون أن هذا السلوك يؤدي إلى ضعف في تدفق الدم إلى الرقبة، وإجهاد عضلاتها، واختلال في حركة المفاصل، فضلًا عن زيادة الضغط على الأقراص الفقرية، خصوصًا عند اتخاذ وضعيات غير صحيحة، كإمالة الرأس أو انحناء الكتفين.

ويرى الأخصائيون أن هذه النتائج لم تكن مفاجئة، إذ لطالما حذروا من أن الجلوس لفترات طويلة قد يتحوّل إلى عامل خطر صامت، يسبب آلامًا مزمنة وقد يؤدي إلى إعاقات طويلة الأمد. 

وتشير الدراسة إلى أن نحو 70% من الأشخاص يعانون من آلام في الرقبة مرة واحدة على الأقل في حياتهم، بينما تتجاوز كلفة علاجها 87 مليار دولار سنويًا في الولايات المتحدة وحدها.

وفي ضوء هذه المعطيات، دعا الباحثون إلى تبني إجراءات وقائية فعالة، من بينها حملات توعية موجهة للفئات الأكثر عرضة، وخاصة النساء، وتشجيع إدخال الحركة والنشاط البدني المنتظم إلى نمط الحياة اليومي، حتى ولو بخطوات بسيطة.

المحرر: حسين العبادي



التعليقات