بينَ تفاؤل ممزوج بالقلق ووسط حالة يمكن وصفها بالتشاؤمية، يقول عددُ من العراقيين بينهم ناشطون ومدوّنون، أنّ محاربة الفساد في العراق تتطلّب (15 عاماً) على غرار الفترة التي جرى فيها التخلّص من الإرهاب، والذي بدأ بمحاربة القاعدة عام (2008) وصولاً إلى مقارعة تنظيم داعش والانتصار عليهما.
يأتي مثل هذا الحديث، في الوقت الذي قالت فيه المرجعية الدينية بالنجف الأشرف: إنّ "أمام العراقيين مسار طويل" في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار.
وأكّد المرجع السيستاني خلال استقباله لممثل بعثة الأمم المتحدة في العراق الدكتور محمد الحسّان أن "ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات".
وتابعَ موقع (كلمة) الإخباري، تدوينات وآراء العديد من العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، والذينَ يعربون عن استيائهم من استمرار تفشي الفساد المالي والإداري على مستوى البلاد، وتفاقم الفقر والبطالة والمشكلات الاقتصادية وبقاء الصراعات المحتدمة بين الكتل السياسية.
إلا أنّهم رجّحوا في الوقت ذاته بأنّ "معركة القضاء على الفساد قد تتطلب نحو (15 عاماً) والتي بدأت بعد المعركة مع تنظيم داعش، وتبقى منها (10 أعوام) أخرى قادمة".
العراقيون حدّدوا عام (2035) عام الانتهاء من الفساد نهائياً، ولكنّهم يؤكّدون أن مثل هذه المعركة "بحاجة إلى ضربة قوية وقاصمة لظهر الفاسدين (صغارهم وكبارهم)".
وأشاروا إلى أنّ "ما طرحته المرجعية الدينية في بيانها الأخير يمثل "خريطة طريق واضحة للجميع" وإذا ما عمل بها الماسكون للسلطة "سيتحقق النصر على الفساد، وكلّما أسرعوا في ذلك، تحّق الازدهار والرقي للبلد في وقت أقصر"، ولكن وفقاً "للشروط التي طرحتها المرجعية الدينية" بحسب قولهم.