أعلنت الحكومة السورية، يوم الثلاثاء، انتهاء عمليات إخماد الحرائق التي اجتاحت غابات محافظة اللاذقية الساحلية، بعد جهود استمرت لأيام بمشاركة فرق إطفاء من خمس دول مجاورة، محذرة من تداعيات بيئية خطيرة في المنطقة المتضررة.
وقال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح، في مؤتمر صحفي عقده بمحافظة اللاذقية، إن "التحديات الميدانية التي واجهت فرق الإطفاء كانت كبيرة، أبرزها الألغام ومخلفات الحرب، إضافة إلى الرياح القوية المتبدلة الاتجاه ووعورة التضاريس".
وأشاد الصالح بجهود الفرق الدولية التي شاركت في عمليات الإطفاء، قائلاً: "نتوجه بالشكر إلى الفرق القادمة من العراق وتركيا والأردن ولبنان وقطر، وإلى جميع الفرق التطوعية التي كان لها دور مهم في الدعم اللوجستي".
وحذر الوزير السوري من أن "الكارثة الحقيقية لا تكمن فقط فيما خسرناه، بل في تداعياتها المستقبلية، ومنها خطر الانجراف وفقدان التربة والغطاء النباتي، في ظل موجة جفاف وتغير مناخي هي الأسوأ منذ عقود".
وكشف الصالح عن اعتماد السلطات السورية على "مركز الإنذار المبكر للعوامل الجوية الذي رصد بشكل دوري سرعات الرياح واتجاهاتها في مواقع الحريق"، إضافة إلى "استخدام صور الأقمار الصناعية وطائرات الدرون الحرارية والعادية لتحديد بؤر النيران".
وأعلن الوزير عن خطة لتركيب "نظام إنذار مبكر للحرائق ضمن استراتيجية متكاملة، تشمل إنشاء منظومة وطنية لحماية الغابات وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية"، مؤكداً أن "النار انتهت، لكن المهمة لم تنته، ومن اليوم تبدأ مهمتنا الحقيقية لإعادة الحياة إلى هذه الجبال".
وكانت الحرائق قد اندلعت في عدة مناطق من محافظة اللاذقية الساحلية خلال الأيام الماضية، وأتت على مساحات واسعة من الغطاء النباتي، في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي تشهدها سوريا في السنوات الأخيرة.
المحرر: حسين صباح