بهاء حداد
في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي لحسم ملف الهيكلة الجديدة لهيئة الحشد الشعبي بعد الانتهاء من حقبة سيطرة تنظيم داعش على أراض واسعة من البلاد نهاية عام 2017، كشف مصدر في هيئة الحشد الشعبي، اليوم الجمعة، عن حدوث مشادة كلامية حادة بين (أبو مهدي المهندس) نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، و(ميثم الزيدي) قائد فرقة العباس القتالية المرتبطة بالمرجعية الدينية العليا في النجف خلال اجتماع بمقر الهيئة في بغداد لمناقشة قانون خدمة الهيكلة الجديدة.
وتأتي المشادة بعد سلسلة من الاتهامات والشكاوى الرسمية التي وجهتها الفصائل المرتبطة بالعتبات والمرجعية الدينية في النجف بينها فرقة العباس القتالية، ضد قيادة هيئة الحشد التي سعت أكثر من مرة الى قطع رواتب مقاتلي تلك الفصائل.
ويقول مصدر مطلع رفض الكشف عن هويته في حديث لـ"العالم الجديد"، إن "اجتماعا عقد مطلع الأسبوع الماضي، ضم قيادات الحشد الشعبي لمناقشة القانون المقدم من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي والمتعلق بإعادة هيكلة الحشد، وأثناء المناقشة طلب أبو مهدي من قائد فرقة العباس القتالية ميثم الزيدي، وهو أحد أعضاء اللجنة المكلفة بإعادة تنظيم الحشد وفق القانون الحكومي الجديد، بفك ارتباط فرقته وبقية فصائل العتبات المقدسة التابعة للمرجعية الدينية من تلك العتبات، أسوة بالفصائل التي فكت ارتباطها من احزابها و تياراتها السياسية كعصائب أهل الحق ومنظمة بدر، وغيرها، الا أن هذه المقترح أثار امتعاض الزيدي، حيث رفضه بالمطلق باعتبار أن العتبات المقدسة ليست أحزابا أو حركات سياسية تسعى للسلطة والمشاركة بالانتخابات، وإنما هي مؤسسات تابعة للدولة، واصفا شرط المهندس بانه محاولة للاستمرار في عملية تهميش وإقصاء الفصائل الموالية للمرجعية العليا في النجف لدواعي اختلافها الكلي مع توجهات المهندس التي لا تنسجم مع تطلعات بغداد والنجف".
وتمثل المواجهة خلافا عميقا بين تيارين منقسمين فقهيا داخل الحشد الشعبي، فالأول بقيادة المهندس يرجع بالتقليد الى المرشد الأعلى في ايران السيد علي خامنئي، فيما يرجع التيار الثاني وهو مكون من مجمل الفصائل المرتبطة بـ"العتبات المقدسة" في العراق، الى المرجع الأعلى في النجف السيد علي السيستاني.
ولا يبتعد الأمر كثيرا عن توجه المرجعية في النجف، والتي لا تبدي ارتياحا ازاء بعض السياسات الايرانية داخل العراق، بينها دعم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
ويضيف المصدر أن "الخلاف سرعان ما تطور الى مشادة كلامية حادة بين الطرفين، انطوت على اتهامات متبادلة حول مواقف سابقة لكليهما، تضمنت اعتراض المهندس على بعض التصريحات التي ادلى بها الزيدي بشأن إدارة هيئة الحشد، فيما خاطبه الأخير بالقول كيف تصرح بأنك جندي لدى قاسم سليماني وهو ليس عراقيا، فيما تشغل أنت منصبا رسميا عراقيا، واعتبر الامر إهانة للعراق ولهيئة الحشد الشعبي، ولولا تدخل الحاضرين لتطور الأمر الى أكثر من ذلك".
ويشير الى أن "الزيدي خرج من الاجتماع غاضباً بعدما أبلغ قيادات الحشد بأن الخيارات مفتوحة أمامه في حال أصرت قيادة الحشد الشعبي على رفض إدراج أسماء عناصر الفرقة في الهيكلية الجديدة، متهما المهندس بادراج أسماء المقاتلين بحسب قناعته الشخصية".
وكان قائد فرقة العباس القتالية قد كشف قبل نحو شهرين، عن مقترح مقدم من قبل رئيس الوزراء يتضمن هيكلة جديدة لقوات الحشد الشعبي، بينها توزيع مقاتلي الحشد الذين لم تتم لغاية الان الموافقة على تعيينهم في وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز مكافحة الارهاب والامن الوطني، بدلا من تطويع اشخاص كانوا خارج المؤسسات الامنية أيام المحنة، وحل جميع الألوية التي وافقت هيئة الحشد الشعبي على تشكيلها، ودمج عناصرها ضمن الفرق المقرة رسميا من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة والتي وافق عليها البرلمان العراق.
وفيما نوه المصدر الى أن "الزيدي تلقى العديد من الاتصالات خلال اليومين الماضيين لعقد صلح مع المهندس"، رفضت قيادة فرقة العباس القتالية، الادلاء بأي تصريح حول الأمر بعد اتصال من قبل "العالم الجديد".
وتداولت الموقع الاخبارية الايرانية مقطع فيديو يظهر فيه ابو مهدي المهندس، وهو يتحدث عن نيله شرف العمل كجندي من جنود الجنرال الايراني في العراق قاسم سليماني المعروف بتجواله بين جبهات العراق وسوريا، فيما صرح الزيدي في عدد من وسائل الاعلام المحلية بأن القتال خارج الحدود ينطوي على إشكال شرعي، لأن المقاتل العراقي أيا كان، يتسلم راتبه من الدولة العراقية وعليه أن يمنح جهده ووقته لها.
وكان ممثل المرجعية الدينية السيد احمد الصافي الراعي الرسمي لفرقة العباسة قد ألمح الى وجود خلاف مع ادارة الهيئة، خلال لقائه بقيادة فرقة العباس القتالية قبل نحو شهرين، حث قال إن "الانتماء الى الفرقة لابد له من ثمن، وجزء من ذلك الثمن هو الصبر وعدم التنازل عن مبادئنا وهويتنا وقيمنا رغم وجود الخيارات المفتوحة الى الآن، فالصبر جزء من تركيبة الانسان المؤمن".
نقلا عن صحيفة العالم الجديد
في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي لحسم ملف الهيكلة الجديدة لهيئة الحشد الشعبي بعد الانتهاء من حقبة سيطرة تنظيم داعش على أراض واسعة من البلاد نهاية عام 2017، كشف مصدر في هيئة الحشد الشعبي، اليوم الجمعة، عن حدوث مشادة كلامية حادة بين (أبو مهدي المهندس) نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، و(ميثم الزيدي) قائد فرقة العباس القتالية المرتبطة بالمرجعية الدينية العليا في النجف خلال اجتماع بمقر الهيئة في بغداد لمناقشة قانون خدمة الهيكلة الجديدة.
وتأتي المشادة بعد سلسلة من الاتهامات والشكاوى الرسمية التي وجهتها الفصائل المرتبطة بالعتبات والمرجعية الدينية في النجف بينها فرقة العباس القتالية، ضد قيادة هيئة الحشد التي سعت أكثر من مرة الى قطع رواتب مقاتلي تلك الفصائل.
ويقول مصدر مطلع رفض الكشف عن هويته في حديث لـ"العالم الجديد"، إن "اجتماعا عقد مطلع الأسبوع الماضي، ضم قيادات الحشد الشعبي لمناقشة القانون المقدم من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي والمتعلق بإعادة هيكلة الحشد، وأثناء المناقشة طلب أبو مهدي من قائد فرقة العباس القتالية ميثم الزيدي، وهو أحد أعضاء اللجنة المكلفة بإعادة تنظيم الحشد وفق القانون الحكومي الجديد، بفك ارتباط فرقته وبقية فصائل العتبات المقدسة التابعة للمرجعية الدينية من تلك العتبات، أسوة بالفصائل التي فكت ارتباطها من احزابها و تياراتها السياسية كعصائب أهل الحق ومنظمة بدر، وغيرها، الا أن هذه المقترح أثار امتعاض الزيدي، حيث رفضه بالمطلق باعتبار أن العتبات المقدسة ليست أحزابا أو حركات سياسية تسعى للسلطة والمشاركة بالانتخابات، وإنما هي مؤسسات تابعة للدولة، واصفا شرط المهندس بانه محاولة للاستمرار في عملية تهميش وإقصاء الفصائل الموالية للمرجعية العليا في النجف لدواعي اختلافها الكلي مع توجهات المهندس التي لا تنسجم مع تطلعات بغداد والنجف".
وتمثل المواجهة خلافا عميقا بين تيارين منقسمين فقهيا داخل الحشد الشعبي، فالأول بقيادة المهندس يرجع بالتقليد الى المرشد الأعلى في ايران السيد علي خامنئي، فيما يرجع التيار الثاني وهو مكون من مجمل الفصائل المرتبطة بـ"العتبات المقدسة" في العراق، الى المرجع الأعلى في النجف السيد علي السيستاني.
ولا يبتعد الأمر كثيرا عن توجه المرجعية في النجف، والتي لا تبدي ارتياحا ازاء بعض السياسات الايرانية داخل العراق، بينها دعم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
ويضيف المصدر أن "الخلاف سرعان ما تطور الى مشادة كلامية حادة بين الطرفين، انطوت على اتهامات متبادلة حول مواقف سابقة لكليهما، تضمنت اعتراض المهندس على بعض التصريحات التي ادلى بها الزيدي بشأن إدارة هيئة الحشد، فيما خاطبه الأخير بالقول كيف تصرح بأنك جندي لدى قاسم سليماني وهو ليس عراقيا، فيما تشغل أنت منصبا رسميا عراقيا، واعتبر الامر إهانة للعراق ولهيئة الحشد الشعبي، ولولا تدخل الحاضرين لتطور الأمر الى أكثر من ذلك".
ويشير الى أن "الزيدي خرج من الاجتماع غاضباً بعدما أبلغ قيادات الحشد بأن الخيارات مفتوحة أمامه في حال أصرت قيادة الحشد الشعبي على رفض إدراج أسماء عناصر الفرقة في الهيكلية الجديدة، متهما المهندس بادراج أسماء المقاتلين بحسب قناعته الشخصية".
وكان قائد فرقة العباس القتالية قد كشف قبل نحو شهرين، عن مقترح مقدم من قبل رئيس الوزراء يتضمن هيكلة جديدة لقوات الحشد الشعبي، بينها توزيع مقاتلي الحشد الذين لم تتم لغاية الان الموافقة على تعيينهم في وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز مكافحة الارهاب والامن الوطني، بدلا من تطويع اشخاص كانوا خارج المؤسسات الامنية أيام المحنة، وحل جميع الألوية التي وافقت هيئة الحشد الشعبي على تشكيلها، ودمج عناصرها ضمن الفرق المقرة رسميا من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة والتي وافق عليها البرلمان العراق.
وفيما نوه المصدر الى أن "الزيدي تلقى العديد من الاتصالات خلال اليومين الماضيين لعقد صلح مع المهندس"، رفضت قيادة فرقة العباس القتالية، الادلاء بأي تصريح حول الأمر بعد اتصال من قبل "العالم الجديد".
وتداولت الموقع الاخبارية الايرانية مقطع فيديو يظهر فيه ابو مهدي المهندس، وهو يتحدث عن نيله شرف العمل كجندي من جنود الجنرال الايراني في العراق قاسم سليماني المعروف بتجواله بين جبهات العراق وسوريا، فيما صرح الزيدي في عدد من وسائل الاعلام المحلية بأن القتال خارج الحدود ينطوي على إشكال شرعي، لأن المقاتل العراقي أيا كان، يتسلم راتبه من الدولة العراقية وعليه أن يمنح جهده ووقته لها.
وكان ممثل المرجعية الدينية السيد احمد الصافي الراعي الرسمي لفرقة العباسة قد ألمح الى وجود خلاف مع ادارة الهيئة، خلال لقائه بقيادة فرقة العباس القتالية قبل نحو شهرين، حث قال إن "الانتماء الى الفرقة لابد له من ثمن، وجزء من ذلك الثمن هو الصبر وعدم التنازل عن مبادئنا وهويتنا وقيمنا رغم وجود الخيارات المفتوحة الى الآن، فالصبر جزء من تركيبة الانسان المؤمن".
نقلا عن صحيفة العالم الجديد