كشفت تقارير لمنظمات حقوقية وطبية دولية، عن حجم المعاناة التي تتعرض لها النساء في سوريا وخصوصاً من العوائل النازحة؛ ناهيك عن المشاكل المستمرة للنساء الحوامل وحرمانهنّ من الحصول على الرعاية الصحية.
وقالت المرجع الطبي لمنظمة (أطباء بلا حدود) في شمال غرب سوريا، كيارا مارتينوتا: إنّ "الأطباء المتخصصين إما نزحوا أو هاجروا إلى البلدان المجاورة أو البعيدة بحثًا عن فرص أفضل"، مبينة بأن ذلك قد أدلى "نقص في أطباء أمراض النساء والتوليد الذين يوّفرون رعاية الأمومة المتقدمة، مما يزيد العبء على المرافق الصحية المتبقية والمثقلة أساسًا باحتياجات المرضى".
وأشارت إلى أن "منح النساء موانع الحمل لا يمكن أن يتم بدون توقيع الأزواج على موافقة مسبقة في المرافق التي تدعمها المنظمة، كما يعدّ الحمل المبكر من التحديات الملحّة التي تواجهها النسوة السوريات".
واستقبلت المنظمة خلال عام واحد نحو (2024 امرأة) يبلغن من العمر (19 عاماً) أو أقل من بين كل أربع نساء قصدوا مستشفيات الأمومة التي تدعمها.
فيما تقول مشرفة التوليد في المنظمة، فاطمة النعسان: "استقبلنا امرأة وقد فارقت الحياة بسبب نزيف حاد، وعندما عاينتها القابلة وجدت الإصابات الشديدة واضحة عليها. أخبرتنا والدتها أن الزوج أصر على التوجّه إلى قابلة تقليدية على الرّغم من وجود مرفق صحي قريب من منزلهم".
علاوةً على ذلك، كثيرًا ما تضطر النساء الحوامل لاصطحاب أحد أقاربها الذكور لتلقي الخدمات الصحية، ويُطلب منهن حينها الحصول على موافقتهم قبل تحديد ما إذا كن سيحصلن على الرعاية، فيتسبب ذلك في تأخير حصولهنّ على الخدمات الطبية ويؤثر على قدرتهن على التنقل للوصول إلى المستشفى أو العيادة في الوقت المناسب، خاصةً إذا كان العثور على المرافق مهمةً صعبة.
وتقول رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في شمال غرب سوريا، سهام حجّاج: إنه "لا يمكن تجاهل الحاجة الملحّة إلى تذليل العقبات التي تؤخّر النساء الحوامل أو تمنعهنّ من تلقي الرعاية في شمال غرب سوريا. وفي ظل خفض التمويل، سيزداد هذا الوضع سوءاً".
وناشدت حجّاج الجهات المانحة الدولية "للالتفات إلى الاحتياجات الهائلة في مجال الأمومة وزيادة الدعم على المستويين الأساسي والمتخصص".
وبسبب ما تعرضت له البلاد وخصوصاً في مواجهتها للجماعات الإرهابية، انتشر الفقر على نطاق واسع، فيما تعاني النساء الحوامل من فقر الدم أو سوء التغذية الحاد.
وفي (أغسطس/ آب 2023) رجّحت مجموعة التغذية التابعة للوكالة الإنسانية في شمال غرب سوريا إصابة (7 إلى 15 %) من النساء الحوامل والمرضعات في محافظتي إدلب وحلب بسوء التغذية.