يقال أن مجنونا يرمي حجرا في بئر فيعجز مئات العقال عن إخراجه ،وهذا ما يقوم به نتنياهو منذ أشهر فهو يمارس هواية قتل الأطفال والنساء ويتخذ قرارات خطيرة تنتهك القانون الدولي والقيم الإنسانية دون إهتمام بآثار تلك القرارات على كل من إسرائيل و أمريكا المتكافلان المتضامنان ،فقد نجح في إهانة أمريكا وعزلها أمام العالم الحر وإذلال البيت الأبيض وحولهم إلى محللين سياسيين منحازين لإسرائيل عوضا عن مكانة أمريكا السابقة كدولة كانت تقود العالم ،أما الشعب الإسرائيلي الغائب عن الوعي السياسي فهو من يحصد شوك قرارات نتنياهو وتبعاتها الصعبة من قتل ودمار سيحل به مع فقدان الأمن والأمان وإنهيار إقتصاده وما عزز من كل ذلك ما قام به نتنياهو من إغتيالات غير محسوبة العواقب ولا تشبع إلا رغباته وفضوله الشخصي.
فحجم وشكل الإغتيالات غير مسبوق وتسبب في إهانة جمهورية إيران الإسلامية وأصابها بمقتل إستراتيجي وكشف عن عوراتها الأمنية بوجود خلايا من الخونة والجواسيس داخل المنظومة الأمنية والسياسة ممن يعملون لصالح المشروع الصهيوني على أراضيها ،وربما داخل مكاتبها وينبغي على إيران وحزب الله الإستعجال في مكافحة وتطهير هذه الظاهرة القذرة مع ضرورة الرد السريع والغير منضبط على جرائم إسرائيل التي لا تفهم إلا لغة القوة فالشر سياج لإهله وينبغي أن يكون الهجوم بضخامة وتأثير الإغتيالات الأخيرة وعمق الضرر الذي تسببت به في غزة وبيروت وفي طهران وكذلك صنعاء ،وأعتقد أن إيران أصبحت مضطره أكثر من أي وقت سابق لإعلان إمتلاكها للقنبلة النووية مهما كانت العواقب لردع هذا العدو الغاشم عن جرائمه المرتكبة المتصاعدة داخل وخارج غزة مع وصولها إلى طهران وبيروت ،ولوضع حد للغطرسة الأمريكية المستمرة فقد كشفت التيلغراف أن بايدن أعطى غزة لإسرائيل ومنحها شيكات على بياض مع وضع سقوف مفتوحة وهذا يعيد إلى أذهاننا ما قام به ترمب من تهويد القدس وضم الجولان.
ونحن نعلم أن إمتلاك القنبلة النووية لا يتم الترويج له مسبقا وإنما يظهر بشكل مفاجيء للجميع كما حدث مع كوريا الشمالية بحيث يشكل حصنا وردعا غير قابل للإختراق سيما وأن إيران ترتبط بعلاقات وإتفاقيات إستراتيجية مع كل من روسيا والصين ،ولا يمكن أن تسمح هذه الدول لأمريكا وأتباعها ان يكسروا شوكة إيران مهما كانت عواقب ذلك ،وهذا يقودنا للقول بأن الغباء الإسرائيلي في إتخاذ القرارات أعطى إيران وحزب الله فرصا للإطباق على العملاء وتطهيرهم ،وربما إعلان إمتلاك القنبله النووية علما بأن التأخير في الضربة قد سبب وألحق بأمريكا وإسرائيل ضررا وشللا جيوسياسيا وجيوإقتصادي ودب الرعب والهلع الإستراتيجي في نفوس الصهاينة مما قد يدفع بذوي الأسرى الذين ضحى بهم نتنياهو ولم يعيرهم إهتماما يذكر بل قدمهم قربانا للمحافظة على مستقبله السياسي للتدافع والإنقلاب على المتطرفين.
وعلى زعيم التطرف نتنياهو والذين يسعون لتدمير إسرائيل والمنطقة متسلحين بذرائع دينية وهمية لا أساس لها إلا في قاموس التطرف غير أن هناك حراكا سياسيا جادا تقوده أمريكا وبأيادي عربية يسعى بشكل جاد لإخراج الحجارة التي ألقاها نتنياهو في البئر ،والتعهد بإعادة بناء النظام السياسي الإسرائيلي بعيدا عن المتطرفين وإسقاط نتنياهو ووقف الحرب على غزة وعلى كافة الجبهات وضمان عدم تكرار ذلك مع الإعتذار لإيران عن الجريمة التي إرتكبها نتنياهو بحقها.
داعيا العلي القدير أن يعم السلام والإزدهار بلادنا العربية والإسلامية ،ويهزم اليهود الظالمين ومن والاهُم.