السبت 11 شوّال 1445هـ 20 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
هل هي طبول الحرب بين أميركا وإيران؟
2019 / 05 / 16
0

جويس كرم

حاملة الطائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن" وصلت مضيق هرمز ومقاتلات "بي.52" و"أف.35" حطت قاعدة العديد في قطر على وقع تشنج إقليمي مخيف وعمليات تستهدف الملاحة البحرية وحركة النفط في الإمارات العربية المتحدة والسعودية.

التصعيد يرافقه تسريبات أميركية عن خطط لوزارة الدفاع الأميركية بإمكانية ضرب إيران، وتهديد ووعيد من الرئيس دونالد ترامب بعملية تحتاج لأكثر من 120 ألف جندي، وقلق في صفوف الجيش الأميركي وقواعده في العراق. أجواء تشبه حرب الخليج الثالثة عشية التحضير لحرب العراق في 2003 إنما مع فوارق كبيرة هذه المرة، ترجح فرضية استمرار التشنج أو المفاوضات وليس المواجهة بين ترامب وإيران.

استبعاد المواجهة بين أميركا وإيران هو لأسباب إقليمية وداخلية وجيوسياسية، لكن وقوع خطأ أو اشتباك غير مقصود في المنطقة قد يجر إلى سيناريوهات غير محسوبة بينها الحرب. منطقيا، المواجهة العسكرية مستبعدة لهذه الأسباب:

دونالد ترامب ليس جورج دبليو بوش في صنع السياسة الخارجية وقراءة تطورات الشرق الأوسط. هو أولا شخصية أكثر انعزالية وأقل أيديولوجية من أسلافه الجمهوريين؛ وثانيا يرى السياسة كما الرئيس السابق جيمي كارتر من نافذة القدرة الشخصية على صنع التغيير وهو ما دفعه للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، كما جمع كارتر مناحيم بيغن وأنور السادات. ترامب عارض حرب العراق، كما عارض التدخل العسكري في ليبيا في فترة باراك أوباما، ورغم أنه محاط بالصقور تجاه إيران مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، إلا أنه في نهاية المطاف صاحب قرارات الحرب والسلم للولايات المتحدة.

قرار الحرب ضد إيران لا يفيد ترامب وهو على عتبة عام انتخابي، ويرمي بعرض الحائط صورته الانتخابية كمفاوض وصانع للصفقات. من هنا يمكن قراءة تكتيك ترامب حيال إيران بشكل مشابه لاستراتيجيته حول كوريا الشمالية أي كمدخل للمفاوضات. "اتصلوا بي" قال الرئيس الأميركي متوجها للقيادة الايرانية. ورغم أن طهران لا تريد التفاوض تحت الضغوط الاقتصادية، فهي قد تجد حوافز إقليمية وأوروبية وأميركية للدخول في هكذا مفاوضات قبل انتخابات خريف 2020 في الولايات المتحدة الأميركية.

ولعل الهدف الأهم وراء الدخول في المفاوضات هو أن عدم حصولها، واستمرار التصعيد بين أميركا وإيران يزيد من خطورة وقوع خطأ ميداني يجر إلى نزاع عسكري. فعمليات الفجيرة في الإمارات وينبع في السعودية، ستستدعي حضورا أميركيا أمنيا أكبر في منطقة الخليج، وهذا الحضور سيزيد من احتمالات وقوع اشتباك ولو غير مقصود مع إيران على حدودها المائية.

هناك أيضا قلق أوروبي متزايد من التصعيد الأميركي ـ الإيراني والمعلومات الاستخباراتية التي قدمها بومبيو لشركائه الأوروبيين في بروكسل والتي توحي بخطط إيرانية مفصلة لضرب قواتها في المنطقة بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. هذه الأجواء تحتم زيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة إنما لا تعني القفز للخيار العسكري. فهناك أدوات استخباراتية، وضغوط اقتصادية وسياسية قبل الذهاب لنزاع مفتوح.

الخيار العسكري أيضا ليس المسار المفضل لشركاء واشنطن في المنطقة. فرغم التباعد والمواجهة غير المباشرة بين السعودية وإيران، يدرك الطرفان خطورة الحرب. أما الإمارات، فهي قالت أكثر من مرة إن الحل هو في طاولة مفاوضات مع إيران تشمل الدول العربية.

عنوان المرحلة هو شد الحبال والرسائل الضمنية بين ترامب وخامنئي

هناك أيضا إدراك أميركي للعبة الحرس الثوري الإيراني وسعيه لتنفيس الضغوط الاقتصادية والشعبية داخل إيران من خلال مواجهة عسكرية مع أميركا أو دول المنطقة. هكذا مواجهة قد تنقذ النظام في إيران من نقمة شعبية تتزايد بفعل الجفاف والعقوبات النفطية، وستتفادى واشنطن المضي باتجاهها.

لذلك، فإن عنوان المرحلة هو شد الحبال والرسائل الضمنية بين ترامب وخامنئي، بزيادة الحضور العسكري الأميركي في المنطقة ومضاعفة الضغوط على طهران التي ترد اليوم بضربات استراتيجية وتصعيد مدروس يتفادى حتى الآن المواجهة المفتوحة.



التعليقات