الجمعة 17 شوّال 1445هـ 26 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
آليات الحد من ظاهرة هجرة العراقيين إلى الخارج (١)
آليات الحد من ظاهرة هجرة العراقيين إلى الخارج (١)
2019 / 04 / 16
0

د. سعدي الابراهيم

تُعتبر الهجرة غير الشرعية، من الظواهر المهمة التي تعاني منها البعض من دول العالم، ومنها العراق، فبسبب الظروف التي مر بها هذا البلد، بالأخص في مرحلة ما بعد عام 2003، فقد اضطر الكثير من ابنائه الى تركه والعيش في بلدان اخرى، بالأخص الدول الاوربية لما تمتلكه من جاذبية حياتية، ورفاه على مختلف المستويات، فضلا عن الطابع الانساني السائد فيها.

الا ان التعقيد الذي تتميز به هذه الظاهرة، لا يعني بأنها مستحيلة الحل، بل لا بد ان تكون لها حلول، حالها حال كل مشكلة عامة تمر بها البلاد، ومن تلك الحلول:

اولا– الاليات الداخلية:

وتشمل، الاتي:

1– الاعتراف بالمشكلة: وهو ان الهجرة غير الشرعية، تمثل مشكلة عامة في العراق، هذا الاعتراف يتطلب رسم سياسة عامة حكومية علمية رصينة لمعالجتها، من خلال تشكيل فريق متكامل ومتخصص، الغرض منه تحديد المشكلة، وتحديد اسبابها. ومن ثم وضع الاليات الكفيلة بحلها. ومراجعة السياسة خلال فترات محدودة للتعرف على جدواها.

2- تحقيق العدالة الاجتماعية: من المتعارف عليه، ان الانسان في بداية وجوده على سطح الارض كان يعيش بشكل منفرد، او في جماعات على اساس القرابة او المصلحة المتمثلة، بضرورة انضمامه الى جماعة او الى عصابة تحميه، وتساعده في الصيد او العثور على طعامه. لكن تلك الحقبة كانت تتميز بالصراعات والعنف، واللانسانية، بسبب هيمنة الاقوياء على الضعفاء ومصادرة حقوقهم وفوضى الحياة وعدم تنظيمها. ولكي يتخلص الانسان من تلك الحالة المزرية، اسس الدولة واعطاها مهمة تنظيم حياته وحماية حقوقه وتوفير العدالة الاجتماعية، وكان هذا هو العقد الاجتماعي، عقد الانسان مع اخيه الانسان، لتشكيل الدولة, وبالتالي فعندما لا تستطيع الدولة، ان تحقق العدالة الاجتماعية، فعندها سيضطر الافراد الى الهجرة منها، الى الدول الاخرى، التي توفر له هذه الغاية، والسمة الكبرى، اي العدالة الاجتماعية. وبالتالي فأن العراق، مثل اي دولة اخرى، لكي يحافظ على ابنائه، فلا بد له من ان يحقق العدالة الاجتماعية، عبر توزيع ثروات البلاد بشكل عادل بين الافراد، وان تسعى الدولة لتقريب المسافات بين افراد المجتمع، حتى يشعر الجميع بالعدل.

3– المواطنة: للمواطنة معان كثيرة، ولعل اهمها مساواة الافراد امام القانون، من حيث الحقوق والواجبات. واجبات المواطن تجاه الدولة، وحقهم عليها. ان اي خلل في هذه المعادلة، اي عندما تفرض الواجبات على شريحة ما وتحرم شريحة ما من الحقوق، فأن هذا الأمر سيؤدي الى هجرة الأفراد لبلدانهم. لذلك، فأن المواطنة سوف تزرع الرضا والاطمئنان في النفوس، وتشجع الافراد على البقاء في بلدانهم.


التعليقات