علاج منزلي لـ "تشقق القدمين" مسؤول رفيع: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها من الولايات المتحدة بوتين: لن نهاجم «الناتو» بل سنسقط مقاتلاته البرلمان: لا أزمة مالية في العراق.. والرواتب مؤمّنة في موازنة 2024 مقتدى الصدر يشكل لجان مركزية تضم "مستشارين" و "الكتلة الصدرية" (وثيقة) هادي العامري: العراقيون عاشوا كابوساً حقيقياً جثمَ على صدورهم كيف تختار شاحن لاسلكي لهاتفك الذكي؟ رفع أسعار البنزين المحسّن.. الحكومة تكشف الأسباب وموعد عودة السعر القديم الأردن: الربط الكهربائي مع العراق سيدخل الخدمة يوم السبت المقبل الداخلية تعلن القبض على 10 متهمين في بغداد دراسة تكشف علاقة غريبة بين ChatGPT وفقدان الذاكرة المنجزات مقابل البانزينات مكتسبات تنسفها القرارات! الإسراء والمعراج.. حقيقته وأهدافه ما هي فائدة «الإسراء والمعراج» للنبي (ص)؟ الكهرباء تستعد لـ "شهر أيار" المقبل بصيانات استباقية التجارة تكشف مصير "البطاقة التموينية" وعلاقتها بـ "البطاقة الموحدة" النزاهة تضبط 16 متهماً بـ "جريمة الرشوة" السوداني يترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني هل حادثة "رد الشمس" حقيقية؟ ولماذا تأخر الإمام علي عن الصلاة؟!! وفاة النائب السابق "محمد الهنداوي" بعد صراع مع المرض مجلس النواب يرفع جلسته مسعود بارزاني: لن نلتزم بقرارات المحكمة الاتحادية التربية تعلن جدول الامتحانات المهنية العامة البرلمان يصوت على توصيات اللجنة المكلفة بخصوص فيضانات محافظة دهوك مجلس النواب يصوت على تعديل قانون العقوبات العراقي ظريف يكشف عن مفاوضات مباشرة مع أمريكا تخص العراق وأفغانستان من ماليزيا.. النزاهة تسترد أحد المطلوبين بـ "اختلاس" الأموال الكهرباء: توقيع عقد مع شركة إيرانية لتوريد الغاز سعر صرف الدولار لهذا اليوم في الأسواق المحلية الداخلية: قررنا نصب رادرات وكاميرات حرارية على الطرق الدولية

انطي الخبز لخبازته!
الأحد / 14 / نيسان - 2019

شامل عبد القادر   

في زيارة  لي لطبيب بدرجة بروفيسور في الحارثية وهو من معارفنا المقربين جرى حديث بدأ به الطبيب وانهاه بنفسه وكان مجمل كلامه عبارة عن حكمة انسانية تدل على صفاء الذهن ونبل السريرة والاخلاص في العمل مع التزام الدقة وقد رمى في حديثه الممتع الى نقد سلوكيات يلجا اليها بعض المرضى وهم في غنى عنه ماداموا على وفق دراية وعلم ومراقبة ومتابعة طبيبهم اي ان – وهذا ماراد ان يقوله الطبيب البروفيسور – بعض المرضى لا يلتزمون برأي الطبيب  وعلاجاته برغم انه المتخصص الاول والمرجع الاخير لمريضه ويقول البروف مبتسما: اذا سالت صاحب اعلى شهادة او ادنى متعلم او حتى الامي: من هو الفاهم المهندس ام الاسكافي؟ اجاب على الفور: طبعا المهندس افهم من الاسكافي .. وتساله ايضا: ولكنك لماذا تذهب بحذائك الممزق او المفتوق الى الاسكافي وليس الى المهندس مادمت تعرف وتعترف وتقر ان المهندس هو افهم من الاسكافي؟! يجيب: بالطبع اذهب الى الاسكافي لان شغلته ترقيع الاحذية وليست هي من اختصاص المهندس !!

وهنا يضحك البروف ويقول: بعض المرضى عندما يراجعون الطبيب يستشيرون غيره من غير الاطباء اي يستشيرون صديق او قريب: اخذ هذا الدواء ام لا وووو كما في مثالنا السابق انهم بدلا من التمسك بوصايا الطبيب يذهبون للاسكافي واقصد انا بالاسكافي اي الشخص غير المختص او غير الاختصاصي !!

ويتساءل البروف: هل يجوز هذا السلوك الغريب الذي لايقتصر في واقع الامر على مستوى معين بل هو في الاغلب والعموم يشكل الكثير من مراجعي الاطباء !!

تاملت كثيرا كلام الطبيب وتمعنت مليا في مثاله الذي اورده وايقنت ان مايعانية الطبيب – اي طبيب – في ظاهرة عمت العراقيين وصارت جزء من السلوك الثقافي والاجتماعي وهو ان الجهل لايقتصر على الامي فقط بل يزحف على عقول ومواقف كثير من المتعلمين بسبب عدم الثقة بالنفس او القلق الشديد الذي  يجعله حائرا في اتخذا القرار !

نحن بدورنا في مرات كثيرة نعاني مما اورده الاخ الطبيب مع الاخرين في اختصاصنا  فنجد من يتبرع ان يكون ( مؤرخا ) وليس الا ببغاء يردد مايسمعه من الاخرين واخر يتبرع ان يكون عالما في المناخ والجو والطقس اكثر من صاحب الاختصاص واخر شغلته البقالة او القصابة لكنه يموت غراما بالحديث ورواية قصص وخرافات وحواديت ماانزل الله بها من سلطان عن حكام العراق او احداث العراق كما لو كان هو علي الوردي وان علي الوردي هو القصاب او البقال او الفيترجي !!

ايها المنصفون الم تسمعوا بالمثل العراقي العتيق جدا: اعطوا الخبز لخبازته!

ورحم الله امرء عرف قدر نفسه !