رئيس الأركان الأمريكي: لا أعتقد أن النزاع مع الصين حتمي عسكري إسرائيلي يحذّر من انهيار الجيش تظاهرات في البصرة بسبب ارتفاع أسعار البنزين المُحسّن مستشار السوداني يتحدث عن ملفات مهمة ستحسم مع "واشنطن".. وسلم الرواتب سيتغير البنزين المُحسّن.. مخاوف من تداعيات رفع أسعار الوقود بقرار "غير مدروس"! علاج منزلي لـ "تشقق القدمين" مسؤول رفيع: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها من الولايات المتحدة بوتين: لن نهاجم «الناتو» بل سنسقط مقاتلاته البرلمان: لا أزمة مالية في العراق.. والرواتب مؤمّنة في موازنة 2024 مقتدى الصدر يشكل لجان مركزية تضم "مستشارين" و "الكتلة الصدرية" (وثيقة) هادي العامري: العراقيون عاشوا كابوساً حقيقياً جثمَ على صدورهم كيف تختار شاحن لاسلكي لهاتفك الذكي؟ رفع أسعار البنزين المحسّن.. الحكومة تكشف الأسباب وموعد عودة السعر القديم الأردن: الربط الكهربائي مع العراق سيدخل الخدمة يوم السبت المقبل الداخلية تعلن القبض على 10 متهمين في بغداد دراسة تكشف علاقة غريبة بين ChatGPT وفقدان الذاكرة المنجزات مقابل البانزينات مكتسبات تنسفها القرارات! الإسراء والمعراج.. حقيقته وأهدافه ما هي فائدة «الإسراء والمعراج» للنبي (ص)؟ الكهرباء تستعد لـ "شهر أيار" المقبل بصيانات استباقية التجارة تكشف مصير "البطاقة التموينية" وعلاقتها بـ "البطاقة الموحدة" النزاهة تضبط 16 متهماً بـ "جريمة الرشوة" السوداني يترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني هل حادثة "رد الشمس" حقيقية؟ ولماذا تأخر الإمام علي عن الصلاة؟!! وفاة النائب السابق "محمد الهنداوي" بعد صراع مع المرض مجلس النواب يرفع جلسته مسعود بارزاني: لن نلتزم بقرارات المحكمة الاتحادية التربية تعلن جدول الامتحانات المهنية العامة البرلمان يصوت على توصيات اللجنة المكلفة بخصوص فيضانات محافظة دهوك مجلس النواب يصوت على تعديل قانون العقوبات العراقي

المحاصصة في نزعها الأخير والحكمة أول الناجين؟
الأثنين / 22 / تشرين الأول - 2018

رسل جمال

الصيرورة هو مبدأ الحياة الاول، هو الامان ونفحة الامل الذي يُخبرك ان الأمور لن تبقى عالقة في المنتصف، لأنها تمضي نحو التغير والتبدل، هو سر التقدم والتطور، لأن الركود والجمود تعني الموت.

لذلك الحالة التراكمية لأي فعالية انسانية، بمجالاتها المختلفة سواء كانت سياسية او اجتماعية، يضفي عليها المزيد من الثراء المعرفي، مع الحالة التجريبية المتكررة، تتساقط بمرور الوقت الاخطاء وتتشخص مواطن الضعف.

الوصول الى استنتاجات صحيحة ومعادلة نهائية صائبة لايتم الا بعد المرور بتركة ثقيلة من الاخطاء.

فالممارسات الخاطئة والستراتيجيات الضيقة، والمنهج المعوج، ينتج بالنهاية كارثة!

كذلك العملية السياسية بعد (٢٠٠٣) تبانت على مبدأ المشاركة الديمقراطية، التي تضمن تمثيل كل المكونات، والتي انتهت الى تمثيل محصاصتي بامتياز، وترسخ مفهوم الوزارات الحزبية هكذا فُقد الولاء الوظيفي وحل محله الولاء الحزبي، نتيجة لتجذر المحاصصة، واصبحت تلك الوزارات بدل ان تعمل للصالح العام اصبحت مشاريع استثمارية لتمويل الاحزاب وضمان بقاءها!

لذلك ارتبط مفهوم تقسيم الكعكة(المحاصصة) بمفهوم بقاء النفس الحزبي، لذلك نرى تلك القوى السياسية تقاتل من اجل الحصول على مغنم وزاري هنا، او منصب بدرجة خاصة هناك، الامر الذي ابعد الكفاءة واصحاب الاختصاص المستقلين، من واجهة العمل الحكومي الوظيفي، وجعلهم على الهامش، وهذا بدوره أوصل العراق، الى تدهور لم  يشهد مثيله قبل بكافة المجالات الزراعية منها والصناعية، و تحول من بلد منتجاً الى مستهلك.

لكن ما يدعو للتفاؤل هو العودة الى مبدأ التغيير والتجديد(الصيرورة) الذي تناولناه في بداية المقال، فبعد مرور ١٥ عاماً من صراع المحاصصة يبدو انها اُنهكت أخيراً، وهي الان في نزعها الأخير.

يمثل هذا الصراع الاخير، اوضح تمثيل في طريقة تشكيل الحكومة العراقية الحالية، والتي تسامت على مفهوم الكتلة الأكبر، اذ جرت سنة العمل السياسي ان يخرج رئيس الوزراء من بين صفوفها، كاستحقاق انتخابي، الأ ان الخطاب المرجعي هذه المرة كان له رأي اخر، اذ شدد على ضرورة ان يكون رئيس الوزراء مستقل، لضمان الحصول على مباركتها.

هكذا وقع الاختيار على شخص السيد عادل عبد المهدي، كمستقل اضافة الى كونه يحظى بمقبولية من جميع الاطراف لابأس بها، قياساً بغيره من الشخصيات، ان التغيير في ملامح العملية السياسية العراقية، تكاد تكون ابرز وجوها في أمرين الأول اختيار السيد برهم صالح رئيساً للجمهورية، كونه اكثر شخصية تمثل المكون الكردي انفتاحاً على الاخر، ذات نهج وخطاب وطني اكثر منه قومي، الامر الثاني اختيار السيد مهدي المبتعد عن عالم السياسة منذ مدة ليست بالقليلة والاتفاق والاجماع على توليه منصب رئيس الوزراء، يعد انجازاً يحسب للعملية السياسية العراقية ونضوج واضح في الاداء .

ان اصرار السيد عادل على تشكيل كابينة حكومية، خالية من التبعية الحزبية، والتوزيع المكوناتي الضيق، يعد تحدي كبير وأمر ليس بالهين، بل هو ضرب وتهديم لأحلام  النائمين في خنادق المحاصصة.

لذلك فهو بحاجة (رئيس الوزراء) الى تعضيد هذه خطواته من بقية الشركاء السياسين، وعلى الجميع ان يُدرك حساسية المرحلة، وان يحذو حذو الحكمة  بنبذها الانا، ووضعها الانانية جانباً، في خطابها الاخير الذي أعلنت فيه انها تخول رئيس الوزراء بالتصرف في استحقاقها الانتخابي، بما يراه في الصالح العام.

هي مبادرة تنم عن الشعور بالمسؤولية من تيار سياسي، له عمق وثقل في الساحة العراقية تحسب له، وان دل على شيء تدل على ان الحكمة مؤمنة بحنكة رئيس الوزراء اولاً، وانها صاحبة مشروع اكبر من ان يتصاغر امام الاستحقاقات التي يتسابق الاخرون وراؤها، اي انه تيار ملئ بالافكار والروئ والتنموية، التي يجعلها مشغول في تطوير هيكليته وتأهيل رجالاته، لرفد المؤسسة الحكومية برجال دولة مدربين وفق معيار الكفاءة، اكثر من كونه ينتظر ان ينال وزارة ما.