الجمعة 17 شوّال 1445هـ 26 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
مابعد الاستفتاء.. البارزاني والهزيمة

حسن حامد سرداح
يبدو ان مصير رئيس اقليم شمال العراق المنتهية ولايته مسعود البارزاني بعد فشل الاستفتاء وردود الحكومة المركزية التي لم يكن يتوقعها، سيكون بين طريقين لا ثالث لهما، اما القبول بجميع شروط بغداد وتسليم جميع المناطق المتنازع عليها وكركوك للقوات الاتحادية والتخلي عن جميع الامتيازات التي حصل عليها بعد العام 2003، من واردات المنافذ الحدودية والمطارات التي كان يحلم بها حينما كان صدام يجلس على كرسي الحكم في بغداد، او التعنت وادخال الشعب الكردي المغلوب على امره في حصار اقتصادي سيكون ضحيته الفقراء وذوي الدخل المحدود من مواطني الاقليم وليس اصحاب الكروش من احزاب السلطة والمتعاونين معهم من التجار والاعلاميين الذين عرضوا خدماتهم لسيدهم في مصيف صلاح الدين مقابل اقامة في اربيل والسهر في نواديها، على حساب وحدة العراق ودماء مواطنيه.
تلك الاقلام الماجورة التي اعتادت على التقلب من حضن الى اخر في كل فرصة تراها مناسبة للهروب بعد حصولهم على "المقسوم" لتبدأ رحلة البحث مرة اخرى عن طرف سياسي يسهل اقناعه بافكارهم المسمومة وتقمص دور المرشد الناصح، لكن هذه المرة انكشفت الوجوه الحقيقية للمدعين بالوطنية والدفاع عن الحريات، وقد يغادرون اربيل بين ليلة وضحاه تراكين سيدهم يواجه نتيجة الاستماع لافكارهم ونصائحهم، لنراهم مجددا على فضائيات يمولها تجار سياسة من عمان او تركيا ليتحدثون عن مظلومية مكون اخر وضحية اخرى لنفاقهم واقلامهم المتلونة، لنترك هولاء فالحديث عنهم يحتاج لمئات المقالات والاسطر، ونعود مرة اخرى الى البارزاني واحلامه التي حطمتها بغداد واجبرت جميع داعميه من الخارج على مقاطعته في خطوة تحسب لرئيس الوزراء حيدر العبادي، على الرغم من انتمائه للتحالف الشيعي الذي يتحمل المسؤولية الكبيرة لتمادي البارزاني في احلامه وصناعة دكتاتور مستعد للتضحية بالجميع مقابل بقائه في السلطة.
لكن صمت الحكومة المركزية والتحالف الوطني لا يمكن ان يكون هو السبب الوحيد لرغبات البارزاني بالتوسع والاستعجال باعلان "الدولة الكردية" فدعمه من قبل بعض الاطراف السنية المقيمة في اربيل والمطلوبة لبغداد، عجل من نهاية الرئيس المنتهية ولايته وجعلته في موقف لا يحسد عليه، والتي لازالت حتى الان ترفض خسارتها وتتمسك بلعب دور عمرو بن العاص، وتناست ان البارزاني سيجعلهم اول الضحايا في حال وصوله الى طريق مسدود والذي بات قريبا جدا، اما الجهة الثالثة التي عجلت بانتهاء حلم البارزاني فهم المستشارون الذين استلموا ملايين الدولارت مقابل رسم خارطة وهمية لحدود دولة البارزاني المقبلة وعلى رأسهم الاسرائيلي برنار هنري ليفي، المعروف بـ"عراب الربيع العربي" الذي انهارت العديد من الانظمة بسببه واصبح مصير مواطني تلك البلدان بين القتل والتهجير، لكن البارزاني لم يتعض من تلك التجارب واصر على استئجار هولاء، وهو ماجعل مصيره معلق بين نهائية شبيهة برؤساء دول الربيع العربي، او العودة كموظف لدى الحكومة المركزية ينتظر راتبه نهاية كل شهر.



التعليقات