انتقل عناصر تنظيم داعش في العراق إلى العمل السري إذ ينفذون عمليات الخطف والاغتيالات، وينصبون الكمائن بزرع العبوات الناسفة، وذلك بعد مضي سنتين من إخراج معظم عناصر التنظيم من البلاد.
وكان المرجع الأعلى للشيعة السيد علي السيستاني قد أكد في الـ ١٥/١٢/٢٠١٧ أن "النصر على داعش لا يمثل نهاية المعركة مع الارهاب والارهابيين بل ان هذه المعركة ستستمر وتتواصل ما دام أن هناك أناساً قد ضُلّلوا فاعتنقوا الفكر المتطرف".
وحذر مما أسماه بـ "التراخي" (...) والتغاضي عن العناصر الارهابية المستترة والخلايا النائمة التي تتربص الفرص للنيل من أمن واستقرار البلد، وفقاً لبيان النصر الذي ألقاه ممثله عبد المهدي الكربلائي.
ويسعى من تبقى من عناصر التنظيم عن طريق الهجمات التي يشنونها على المدنيين إلى زرع الخوف في نفوس الأهالي، وابتزازهم ماديا حتى يسودوا.
ويقول الأهالي الذين يقطنون الأماكن التي كانت تحت سيطرة داعش، إن عناصر التنظيم الذين يتخذون من الكهوف والجبال مخبأ في محافظات شمال العراق، يدخلون البيوت ليلاحقوا كل من يقدم معلومات للجيش العراقي بشأن عناصر التنظيم، ويقتلون من يعتبرونهم "خونة"، ويتظاهرون عند دخولهم البيوت بأنهم ينتمون إلى الجيش العراقي او أنهم من المليشيات الشيعية.
وبحسب مسؤول في الاستخبارات العراقية فإن بقايا تنظيم داعش تعد بين 5 آلاف و7 آلاف عنصر ما يزالون في العراق.
وفي قرية بادوش على ضفاف نهر دجلة كان يوجد احد اكثر معاقل التنظيم تطرفا، ويقدر مسؤولون في الأمن العراقي أن ثلثي السكان في القرية كانوا يتوزعن بين أعضاء او متعاطفين مع التنظيم.
وقد شهدت منطقة بادوش حوالي 20 حادثة تراوحت بين التفجيرات والاعدامات، منذ تم تحريرها من قبضة تنظيم داعش.
وتقوم القوات العراقية بملاحقة بقايا عناصر التنظيم عل الميدان بناء على معلومات استخباراتية أو تحركات مشبوهة، لكن ما تبقى من الأهالي في بادوش يعانون الأمرين: فهم يعانون من عناصر داعش الذين قتلوا أقرباءهم كما انهم محل شبهات من أجوارهم، الذين يعتبرون أنهم ما زالوا يؤيدون التنظيم المتطرف.