الجمعة 10 شوّال 1445هـ 19 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
3 أمور تسببت بانهيار داعش في العراق!
2017 / 12 / 25
0

أحمد ناصر
لقد عاش العراق منذ زمن تأسيس الدولة الحديثة عام 1921 وما تلاه أحداثاً سياسية متأرجحة كان أبطال فصولها تيارات وأحزاب وحركات ذات طابع يتسم بالقومية أو الإشتراكية أو العلمانية، ولم تكن مشار الإسلام السياسي آنذاك إلا مشاركة تشريفية في بعض الأحيان، لكن الملاحظ أن بداية العقد الأول من الألفية الثانية كان له طابع خاص، حيث ظهرت وللعلن جماعات إسلامية نحت منحى التطرف والتكفير، وكان من أبرز تلك الجماعات القاعدة وداعش.
الملاحظ أن الجماعتين ولدتا من نفس الرحم وتحملان نفس الخلفية الفكرية والثقافية، فكل منهما ينتمي الى المدرسة السلفية الوهابية التكفيرية، إلا إن بعض الإختلافات في المنهج والسلوك كانت حجر العثرة في توحيدهما.
فجماعة القاعدة كان من أبرز متبنياتها مقاتلة الخصوم الخارجيين كالولايات المتحدة ودول الغرب بصورة عامة، بينما ترى جماعة داعش أن تصفية الخصوم الداخليين أو من يسمونهم (المرتدين) أولى من قتال الغرب.
القاعدة تتلاشى وداعش خلافة على منهاج النبوة
لقد كانت القاعدة ومنذ 2003 حتى بداية تكوين خيم الإعتصامات سيئة الصيت عام 2013 لها اليد الطولى في تسيير عمليات التدمير الشامل الذي عصف بكل مفاصل العراق، إلا أن الأحداث جاءت متسارعة لتتلاشى القاعدة، ويحل محلها تنظيم أكثر شراسة ودموية، عرف بإسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ويختصر بالحروف الأولى من تلك الكلمات (داعش).
لقد حمل هذا التنظيم في صيف العام 2014 مفاجأة غير متوقعة كانت أشبه بالصدمة التي عصفت بالعراق حيث تهاوت المدن العراقية بيد تنظيم داعش تباعاً، ووقف العالم مذهولاً إزاء ما يحصل، وما هي إلا أيام حتى أعلن التنظيم خلافته المزعومة، ونصب المدعو إبراهيم عواد البدري الذي سمى نفسه (أبو بكر البغدادي) ودعا الجميع لمبايعته.
العراقيون والخيار الصعب
وجد العراقيون أنفسهم أمام خطر حقيقي لا يبقي ولا يذر فهذا التنظيم ليس كسابقه القاعدة الذي قد يحدث خرقاً أمنياً هنا أو هناك بل هو عبارة عن أزمة تهدد وجود المجتمع العراقي برمته.
ولذا لم يكن خيار آخر غير المواجهة، ولكن هذه المواجهة تحتاج الى غطاء شرعي، فكان للمرجعية الدينية دورها الرائد، إذ أسهمت فتواها في وجوب الجهاد (كفاية) على كل من يستطيع حمل السلاح، في رفع همم أبناء الشعب العراقي في مواجهة هذا الخطر الداهم.
بعد 3 سنوات داعش تتهاوى
لقد راهنت الكثير من القوى الإقليمية على هذا التنظيم الذي أضفى على دولته شعار باقية وتتمدد، بل إن بعض دوائر صنع القرار العالمي راهنت على أن هذا التنظيم لكي يهزم فلا بد من قتاله مدة 30 عاماً وتنزلت بعض تلك الدوائر الى 10 أعوام، إلا السؤال المهم هنا: كيف بدد العراقيون تلك التكهنات واستطاعوا بفترة قياسية تحطيم أسطورة داعش؟
يمكن أن نعزو الإجابة عن هذا السؤال الى عدة نقاط أبرزها:
1 ـ البسالة التي يمتلكها الفرد العراقي والقتال بعقيدة أن الخسارة تعني زوال شيء اسمه العراق.
2 ـ الكثافة البشرية الهائلة التي رفدت المعركة بطاقات شبابية أسهمت في تعديل الكفة لصالح أبناء الشعب ضد داعش.
3 ـ خبرة كثير من المقاتلين في المجال العسكري، حيث أن السواد الأعظم منهم قد أدى الخدمة الإلزامية في الجيش السابق.
فقدان الحاضنة
لقد كانت منصات الإعتصام السبب الأساسي في تغذية المتجمهرين بألوان الحقد والكراهية للدولة برمتها وعلى رأسها المؤسسة الأمنية، وقد أسهم هذا الفعل الخطير في تكوين مجتمع يقبل كل ما من شانه أن يوقع الضرر بتلك المؤسسة، وهنا جاء الوقت المناسب لتكون داعش من يؤدي هذه المهمة ولتتحول كثير من الفئات المجتمعية في تلك الأمكنة الى حواضن ساهمت بشكل مباشر في رفد هذه الجماعة بكل ما تحتاجه، ولكن وبعد تكشف الأوضاع أظهر المنتمون لهذه الجماعة الوجه الحقيقي لها، حيث كانت لغة التعامل مع سكان تلك المناطق يتسم بالطابع البربري الهمجي، فبعد أن بسطوا سيطرتهم على مساحات شاسعة من مناطق غرب العراق، تحول الأمر إلى أشبه بالكابوس عند السكان حيث كان السائد هو القتل على التهمة والظنة، ومنع الناس من أبسط الحقوق كاقتناء التلفاز والهاتف ومنع التدخين وفرض الأتاوات ، فهذه الجماعة كانت ظالمة في كل شيء إلا إنها عادلة في شيء واحد وهو توزيع القتل والدمار بالتساوي، ومن هنا شعر المهللون فرحاً بقدوم هذه الجماعة بالندم ولات حين مندم.
لكن يمكن أن يكون نفور السكان علة وسبباً في فقدان هذه الجماعة المبرر الذي وجدت من أجله الجماعة وهو حماية مكون معين، كما جاء على لسان قاضي قضاة الجماعة المدعو حسام ناجي، الذي اعتقلته القوات الأمنية في وقت سابق.

التعليقات