وفيق السامرائي
هل اختارت الإمارات التوقيت الدقيق لانعطافة حاسمة في حرب اليمن والخصومة مع إيران؟ وماذا قرأت الاستخبارات قبل غزو الكويت عن..؟
9/7/2019
منذ نحو ثلاثين عاما، وخلال زيارته لبغداد، أدركنا أن من المستحيل تصور (أن يتخلى الفريق أول الركن الشيخ محمد بن زايد عن الزعامة لطرف عربي على حساب دوره المستقبلي)، خصوصا لما أضيف عن فارق العمر مع من سيحكم السعودية قريبا.
وعلى الرغم من انخراط الإمارات في حرب اليمن إلى جانب السعودية، فكثير من الانطباعات و..، كانت تدل على أنه عراقي الهوى خليجيا (إن توفرت معطيات حماس التنسيق عراقيا).
خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة ظهرت مؤشرات واضحة على انعطافات إماراتية في الموقف، منها:
1. تجنب الحوثيين شن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة على أهداف إماراتية بينما صعّدوا الهجمات على أهداف سعودية.
2. التخفيف الإماراتي للتصادم في ميناء الحديدة.
3. البدء مؤخرا بترقيق القوات الإماراتية في اليمن تمهيدا لانسحاب شامل.
4. تغيّر نمط التصريحات تجاه إيران واستبعاد صلتها بالهجمات على ناقلات النفط.
5. الفتور الدائم تجاه الرئيس اليمني الضعيف عبد ربه منصور القريب إلى السعودية.
المؤشرات المذكورة أخذت بعدا حقيقيا بعد قرار ترامب الغاء ما قيل عن غارات جوية تقررت بعد اسقاط إيران طائرة الاستطلاع المسيّرة الأميركية.
رغم الخلافات القديمة بين الإمارات وإيران حول الجزر الثلاث، فإيران لم تكن يوما منافسا لطريق القيادة للشيخ محمد على مستوى وسط وجنوب الجزيرة العربية..، فالتنافس الحقيقي هو مع السعودية ما بعد مرحلة الملك سلمان، وهكذا كانت الاستخبارات العراقية تقرأ ذلك بدقة وتفصيل قبل غزو الكويت.
ليس متوقعا انتقال الإمارات إلى مرحلة الاقتراب المباشر من إيران على غرار الموقف القطري. لكن، حتى لو تأخر التخلي الكلي عن تحالف حرب اليمن، وحتى لو بقيت نهايات بسيطة لخطابات تجاه إيران فالدلائل وحركة المعلومات تعطيان صورة واضحة وليست مرجحة فحسب عن أن مرحلة الخصومة مع إيران قد اقتربت من نهايتها مع فتور حتمي مع السعودية لاحقا، وانعطافة كهذه ستضعف الموقف السعودي بشدة ليس في اليمن فقط بل (في شمال حدوده الحالية) وإقليميا، مع عدم تجاهل تدفق المال للحوثيين من طرف عربي ثالث.
وهذا درس مهم عن التصميم على عدم التخلي عن الزعامة وواقعية في طي ملف صراع على ضفتي الخليج تكون تداعياته خطيرة.
(يفترض) أن نرى تحركا عراقيا ايجابيا نحو الإمارات.