السبت 11 شوّال 1445هـ 20 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
لأنهم رفضوا هيمنة "إيران".. أبو مهدي المهندس حرم فصائل في الحشد الشعبي من رواتبهم
2018 / 02 / 03
0
لندن- حسين الراشد: قالت مصادر مقربة من فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، إن الأخير لم يكن يمارس دوره الحقيقي في رئاسة هذا التشكيل، فيما أشارت إلى أن نائبه أبو مهدي المهندس هو المهيمن على كافة القرارات في الهيئة.
وأكدت أن رئاسة الهيئة تمول فصائل مسلحة عراقية تقاتل في سوريا، وتترك من يقاتل في العراق ومنهم جزء كبير من فرقة العباس القتالية وفصائل أخرى بلا رواتب.
وعلمت صحيفة كلمة أن "المهندس" الموالي لإيران، يسعى إلى إبعاد الفصائل المقربة من مرجعية السيستاني ومنها فرقة العباس القتالية التابعة لمرقد الإمام العباس بن علي، وتشكيلات أخرى لم يسمها.
وبحسب المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لحساسية المعلومات، فإن الحكومة تتعمد تحجيم بعض الفصائل من خلال التقصير في التخصيصات المالية بعكس باقي الفصائل الموالية لإيران مثل "العصائب" و "الكتائب" و "بدر" و "النجباء" وغيرها، والتي تتلقى تخصيصاتها المالية كاملة إلى جانب الدعم المالي المباشر الذي يصلها من إيران.
"ثعلب إيران"
ووصف المصدر، أبو مهدي المهندس، المطلوب من قبل الانتربول، بـ "ثعلب إيران"، وقال: "هو المسؤول عن كل الأمور غير السليمة في الهيئة، والداعم لكل الفصائل غير المنضبطة في الحشد الشعبي".
ونقل "سياسي" مقرب من النجف، أن من أسماها بـ "العتبات المقدسة" والمؤسسة الدينية في النجف الأشرف لا تسعى على الاطلاق إلى تقوية نفوذها عبر تشكيلات موجودة في الحشد الشعبي ومنها فرقة العباس القتالية، وليس لديها أي موقف شخصي ضد إيران أو نائب هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وفي الـ 27 يناير/ كانون الثاني، كشف أحمد الصافي وكيل المرجع الأعلى للشيعة علي السيستاني عن "ضغوطات" تتعرض لها فرقة العباس القتالية.
وقال: ان "البعض ضغط علينا في موضوع رواتب الفرقة والى يومنا هذا، رغم لقائنا مع المعنيين من أعلى مستوى، ووعدونا خيراً"، لافتا الى ان "هناك ضغوطات كبيرة عليهم ويريدون حسر هذا الوجود قدر الإمكان"، في اشارة على ما يبدو لوجود الفصائل المقربة من السيستاني. 
وكان العراق قد تمكن من القضاء على تنظيم داعش واستعادت أراضيه بعد أن أصدر السيستاني فتوى بـ "الجهاد الكفائي" التي تشكل على إثرها قوات "منضبطة" منها تابعة لإدارات المراقد الشيعية.
لكن إيران تحاول مصادرة جهود القوات العراقية والمتطوعين الذين حققوا "النصر" على تنظيم داعش، وتزعم أنها "حالت دون وصول التنظيم إلى بغداد" وفقاً لتصريحات مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي.
وتدعم إيران كل من هادي العامري مسؤول بدر، وأبو مهدي المهندس، المتهم بعمليات إرهابية في الكويت، وقيس الخزعلي المنشق عن جيش المهدي المتهم بتصفية شخصيات سنية.
هيمنة قادة "بدر"
وفي الـ 23 يناير/ كانون الثاني، قال المشرف على فرقة العباس القتالية التابعة لمرقد العباس بن علي في كربلاء، ميثم الزيدي، للسومرية نيوز: "إننا لا نمنع مقاتلينا من بيان مظلوميتهم بخصوص المرشحين او الكيانات والأشخاص الذين تسببوا بظلمهم وضياع حقهم وسلب حقوقهم سواء في هيئة الحشد الشعبي أو الحكومة او أي مؤسسة رسمية وهذا حق مشروع وإن لم يمثل رأي الفرقة الرسمي ولكنه من باب تشخيص الفاسدين وأصحاب الاجندات غير الوطنية وذيول المشاريع الخارجية".
لا يترك الزيدي، المقرب من وكيل السيستاني احمد الصافي، فرصة لـ "تبيان مظلومية تشكيله العسكري من قبل جهات حكومية بعينها إلا ويُظهرها لوسائل الاعلام"، وفقاً لما قاله مصدر مقرب من الفرقة.
وأوضح المصدر لـ "كلمة" أن الزيدي أشار بوضوح، في تصريحه للسومرية نيوز، لما يبدو أنهم قادة هيئة الحشد الشعبي، المؤسسة الحكومية التابعة لمجلس الوزراء العراقي، والتي يهيمن عليها قادة من منظمة بدر العسكرية الموالية لإيران.
وأكد أن المشرف على الفرقة، "كثيراً ما تحدث في خطاباته المتلفزة او تلك التي تخللت احتفالات او بيانات الفرقة خلال معارك التحرير عن مظلومية تتعرض لها الفصائل المنضبطة التي لا تنتمي لإيران"، على حد تعبيره.
وأشار المصدر، إلى أن هناك "قيادات في الحشد الشعبي تابعة لإيران تهيمن على قرار الهيئة وانعكس ذلك بالسلب على تمويل فرقة العباس القتالية كونها تتمتع بالاستقلالية والأقرب لتوجهات المرجع السيستاني الذي يدعو المتطوعين للانضواء تحت التشكيلات الحكومية".
وأكد أن فرقة العباس القتالية تأتمر بأوامر رئاسة الوزراء العراقية، وهو ما لم تفعله باقي الفصائل الموالية لإيران، مما حدا ببعض قيادات الهيئة لعدم إدراج مقاتلي الفرقة في قوائم رواتب الهيئة.

التعليقات