شامل عبد القادر
أخطر أزمة مرتْ على العالم وكانت الدنيا، كل الدنيا، على كف عفريت هي في الأزمة الكوبية أيام حكم الرئيسين جون كندي ونيكتا خروشوف.. حبس الناس في العالم برمته أنفاسهم خشية اندلاع حرب نووية لا تبقي ولا تذر.
وقبل أيام اندلعت أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي بأطرافها الثلاثة أمريكا وتركيا والسعودية حيث اختفى خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا وهو يراجع عن قضية شخصية ثم اكتشف العالم مذهولاً أن الرجل حال دخوله قتل وقطعت جثته إلى أجزاء دفنت في غابة تركية في القطاع الآسيوي.. وبسبب خاشقجي والقنصلية السعودية وبوليس تركيا وتصريحات ترامب النارية حبس العالم أنفاسه وتذكر الأزمة الكوبية!.
أقول لو كان خاشقجي إيرانياً هل قام العالم من أجله ولم يقعد؟! لو كان خاشقجي معارضاً إيرانياً هل كان على ترامب أن يكتفي بزيارة وزير خارجيته لملك السعودية وولي عهده أم أنه كان سيجيش الجيوش ويبعث بحاملات طائراته إلى مضيق هرمز ويهدد باحتلال طهران؟!
الحمد لله لم يكن المعارض إيرانياً بل من آل البيت السعودي الحاكم!.
يبدو أن البقرة هيئت للحلب وستدر مليارات الدولارات في جيوب ترامب من أجل غلق ملف خاشقجي فقد جرت العادة أن يبتز ترامب أصدقاءه قبل خصومه ويحلبهم قبل أن يغلق فمه!.
ماذا لو كان خاشقجي من أهل خراسان ومشهد؟!
ماذا لو كان المعارض من إيران وقتل في السفارة الإيرانية؟! اقلبوا المشهد وتخيلوا ترامب وهو يسمع أن المعارض من دولة إيران أي الخصم الأقوى وأن إيران خطفته داخل السفارة وقطعته إلى أجزاء ودفنت بقاياه في غابة؟!
ربما ما كان على ترامب أن ينام ليلته هانئاً قبل أن يصدر أوامره للمارينز بالوثوب إلى الحدود العراقية – الإيرانية!.
تخيلوا السيناريو الأسود: العثور على خاشقجي بنسخة إيرانية مقطعاً إلى أوصال في غابة.. وتعرض صور على ترامب في مكتبه البيضوي.. والمصيبة أن ترامب يعرف تماماً قبل غيره أن إيران ليست السعودية أي أنها لن تسمح له بلي ذراعها ولن تساوم أو تدفع له مقابل صمته!.
المهم أن لا أحد سيدفع له مقابل السكوت عن الفضيحة!.
لا إيران ولا غيرها!.
المملكة جاهزة لأن تدفع المليارات مقابل أن يغلق هذا الملف – الكابوس!.
سواء صحت رواية اتهام المملكة بدم قاشقجي أم لم تصح أو كانت الأدلة ضدها واهنة وضعيفة أم كانت قوية ومشجعة فأن الدفع للرئيس ترامب أمر لا مفر منه!.
لا أعرف كم ستكون كلفة صمت ترامب؟!
عصر الرئاسة في عهد ترامب هو عصر عودة القراصنة.