الثلاثاء 14 شوّال 1445هـ 23 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
كيف عاشت عائلة موصلية 27 يوماً تحت أنقاض منزلها بعد قصفه؟
2018 / 09 / 17
0

عاشت فائزة اسماعيل، وعائلتها واحدة من أسوأ التجارب التي يمكن أن يمر بها البشر، فقد حاصرتهم الأنقاض في سرداب بعد قصف منزلهم خلال الحرب ضد تنظيم «داعش»، في المنطقة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل.

ووفق ما قالت: «انطلقت العمليات العسكرية ونحن نرتقب التحرير والخلاص يوماً بعد يوم، لكن المعركة طالت والقصف أشتد وضيق الخناق علينا وبات الحصار قاسياً على مناطقنا».

وأضافت: «حاولنا الفرار، ولكننا لم نستطع، حيث يقوم عناصر التنظيم بقتل كل من يقدم على هذا الأمر».

وزادت: «الماء والطعام صارا ينفدان منا ونحن عائلة تتكون من 9 أشخاص بعد قدوم أختي مع زوجها وأطفالها وانضمامهم إلينا قبل الحصار».

إحدى الطائرات أطلقت صاروخاً نحو المنزل الذي كانت تقيم فيه فايزة وعائلتها، ما جعل الطابق الثاني ينهار، وحسب ما قالت فإن، القصف أخرج زوج أختها وقذفه خارج المنزل، أما بقية العائلة فقد نجت باعجوبة «إلا شقيقي الذي إنهار السقف عليه، لكنه بقي حياً».

وتابعت: «ذهبت الطائرة وسارعنا لإخراج أخي، واللجوء إلى سرداب داخل المنزل، بعدها عادت الطائرة من جديد وأطلقت صاروخين ما جعل المنزل يستوي بالأرض، ونحن قابعون في سرداب لا يتجاوز النصف متر مربع».

وزادت: «كنا جالسين القرفصاء كون المكان ضيق جداً. دخلنا اليوم الرابع حوالي 10 لترات من الماء كنت أدخلتها إلى السرداب قبل تعرضنا للقصف، أنقذتنا من العطش، لكن الطعام لم يكن موجودا».

وواصلت: «بدأنا نشعر بالجوع الشديد، ونحن داخل سرداب مظلم وتمكنا من إحداث فجوة صغيرة من بين الركام لنتمكن من المرور تحت ركام السقف المهدم بحثا عن الطعام».

لكن «ما حصلنا عليه من الطعام هو نخالة بقايا دقيق يحتوي على الديدان والقمل، وصرنا كلما اشتد علينا الجوع، نقوم بوضع القليل من الماء عليه حتى يصبح على شكل شوربة، ومن ثم نأكله».

ووفق المصدر «بدأ الأوكسجين يقل داخل السرداب، وحصلت حالات إغماء بين الأطفال واستمر بنا الحال هكذا 27 يوماً «

كان لدى فائزة، وفق ما أفادت، مصباح صغير استخدمتها للإنارة عند كل مرة تتسلل من فتحة السرداب لجلب بقايا الدقيق. وفي إحدى المرات سمعت شخصا يناديها «نحن فريق الدفاع المدني أتينا لإخراجكم». ثم باشرت فرق الإنقاذ رفع الأنقاض عن المنزل وإخراج العائلة من سرداب الموت.

التعليقات