الثلاثاء 14 شوّال 1445هـ 23 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
شيخوخة الفساد
2018 / 07 / 10
0

إيليا إمامي

قد يفهم المتفائلون من عنوان هذا المقال (شيخوخة الفساد) أن عمره أصبح قصيراً وقدماه في القبر .. وسيموت عما قريب .

للأسف .. المقصود عكس ذلك تماماً .. فالشيخوخة كلما أضعفت الجسم والعظام  قوي معها حب الدنيا والتشبث بمغرياتها، وكأن المنصب والأموال لا تزولان أبداً وهما من يجعلان الإنسان مستعداً لاستخدام كل الأسلحة دفاعاً عن موقعه حتى الرمق الأخير .. وكأن نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله  يصف تلك الحالة عندما قال : "يشيب ابن آدم وتشب فيه خصلتان الحرص وطول الأمل" .

بتاريخ 2018 / 7 / 3 حكمت محكمة جنايات الرصافة على الرئيس السابق لديوان الوقف الشيعي السيد حسين بركة الشامي بالحبس البسيط لمدة سنة واحدة مع وقف التنفيذ ( لشيخوخته ) بموجب المادة 430 جنايات .. وذلك لتسجيله سيارة مصفحة من ممتلكات الديوان باسمه الشخصي وبقائها تحت حيازته لسنوات بعد خروجه من رئاسة الديوان .

لماذا الحبس البسيط ؟ ولماذا نجد هذه الرأفة والرحمة بالشيوخ الكبار تجري على الشامي دون سواه ؟ دعك من هذه الاسئلة وتعال معي لنسأل .. إن كان لايزال في رأسك ولحيتك شعر أسود.

عندما تسمع مثل هذا الخبر -الذي مر على الإعلام مرور الكرام- تتساءل بصدق: أليس الأولى بهذا الشيخ الكبير أن يستسلم الى نهاية عمره ويقبل على الآخرة مستغفراً ربه على هذا التصرف المشبوه بالأموال وحقوق الأوقاف؟!!

أليس الأجدر به أن يرحم عمامة النبي الشريفة الطاهرة التي نالتها الويلات والمصائب بسبب بعض من حملوها ولم يحملوا تقواها وأمانة تاريخها النقي؟!!

ولكنك تجد شيخوخة الفساد تدفعه لاستخدام كل الأسلحة المتاحة .. تلك الشيخوخة التي قد نبتلى بها أنا وأنت إن لم نلتفت لأعمالنا ونتدارك نفوسنا.

1- كتب الشامي توضيحاً بعد صدور حكم القضاء .. ولكن كتبه بمنطق لويس الخامس عشر (أنا وليأت الطوفان)!!

فهو النزيه فقط  والجميع يحوكون المؤامرات فالقضاء في نظره متواطئ مع رئيس الديوان الحالي السيد علاء الموسوي لأنه استجاب للشكوى التي رفعها الموسوي … والأخير كان (يبيت مكيدة ) على حد تعبير الشامي.

اللهم إن كانت المكيدة تظهر الشمس على الحرامي.. فمرحباً بالمكائد.

٢- قال الشامي في بيانه كلمتين لو ربط بينهما القارئ اللبيب لعرف ما يرمي إليه:

الأولى : "صدر حكم القاضي (عقيل عبد الزهرة) من اهالي الحلة بالحبس البسيط لمدة سنة مع ايقاف التنفيذ وليس له اي دليل او حجة" .

ولماذا يذكر اسم القاضي ومدينته ؟ وما علاقة الحلة بالموضوع ؟

الثانية : "والقضية الان امام محكمة التمييز، لذلك نأمل من الاخوة المعنيين ومن ذوي النفوذ بالدولة ان يقولوا كلمة الحق".

وحين يصبح الكلام عن نفوذ الدولة … تعرف سبب ذكر الحلة.

3- تهرب الشامي من فكرة أن رئاسة الديوان الحالية تلاحق جميع ملفات الفساد حتى تلك التي تطال (المعممين) وتمسك بفكرة ماكرة وأخذ يضرب على وترها ويؤكد عليها وهي ربط الموضوع بحزب الدعوة والدعاة وأن الاستهداف شخصي وجعل من المساس به وكانه مساس بحزب الدعوة، ليقوم الدعاة ويردوا القضاء عنه ويدفعوا ضريبة تصرفاته!! وقال بالحرف الواحد :

"وحينما جاء علاء الهندي رئيسا للديوان في غفلة من الوعي والدعوة ".

"انا اشكر كل الدعاة الذين تعاطفوا معي في هذه القضية وابدوا مشاعرهم وحرصهم على سمعة الدعوة والدعاة".

"لحماية الدعوة والدعاة من حملات التسقيط المقصودة والتعدي الصارخ من قبل علاء الهندي على رموز الدعاة ومدرسة الدعوة".

هكذا هي شيخوخة الفساد أيها الأحبة .. تجعل الانسان يستخدم كل الوسائل والحيل .. ليدفع الأذى عن نفسه.. مهما كان ثمنه على الآخرين.

التعليقات