الأربعاء 15 شوّال 1445هـ 24 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
في عام 2018: هذا ما ينتظره العراقيون بعد دحر "داعش"

لندن - صحفيو كلمة: أبرز حدث ودّع به العراقيون عامهم، 2017، هو انفراج الأزمة الأمنية بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، الذي سيطر على مناطق واسعة من الأراضي العراقية في عام 2014، بعد ان فشلت حكومة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، في صد هجمات التنظيم الشرسة.

الإنجاز الذي يحسب للقوات العراقية، إلى جانب تحريرها لكافة المدن التي اجتاحها التنظيم المتطرف، هو استعادة الموصل، في الـ 10 يوليو/ تموز الماضي، والإعلان رسمياً عن أسقاط ما يعرف بـ "دولة الخلاقة" التي أسماها العراقيون فيما بعد بـ "دولة الخرافة".

على الرغم من أن العراقيين دفعوا خلال عملية التحرير أثمان باهظة، فعلى مدار ثلاثة أعوام سالت أنهار من دماء المقاتلين والمدنيين الأبرياء، ونزح الملايين منهم إلى مخيمات لا تصلح حتى للعيش المؤقت، إلا أن هذا المنجز ولد لدى العراقيين إرادة تغيير الأحزاب الحاكمة.

حصر السلاح بيد الدولة

إلى ذلك أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن العراق يمر بمرحلة جديدة بعد نهاية "داعش" وان هناك مستقبلا واعدا للبلد بوجود الامكانيات الذاتية والدعم الدولي.

وتتعهد الحكومة الحالية، بحصر السلاح بيد الدولة وشن حملة لمكافحة الفساد، مع اقراره ان معركة الفساد لن تقل خطورة عن معركة الإرهاب نظرا لتغلغل حيتان الفساد في كل تشكيلات الحكومة وبحماية الأحزاب السياسية الكبيرة التي تنتمي إليها.

الأزمة الكردية

أبرز التحديات التي تواجه العراق هي الأزمة بين بغداد وأربيل، عقب إجراء استفتاء الانفصال في الـ 25 أيلول الماضي من قبل الأحزاب الكردية، رغم المعارضة الإقليمية والدولية.

ما دفع بالقوات الاتحادية إلى استعادة السيطرة على مناطق عدة في كركوك، منها مناطق "مشتركة" أو متنازع عليها كما يعبر في الوسط السياسي والإعلامي. واتخذت بغداد منذ ذلك الحين إجراءات عقابية كصرف ميزانية الإقليم والسيطرة على تصدير النفط والمطارات والمنافذ الحدودية.

كل ذلك أدى إلى ضعف موقف القيادات الكردية أبرزها مسعود برزاني الذي استقال بعد فشل استفتاء الانفصال، فيما دخلت الأحزاب الكردية في خلافات حادة حول إدارة الإقليم وخروج المئات في تظاهرات احتجاجية.

عسكرة المجتمع

ومن المشاكل التي برزت في خواتيم عام 2017 مستقبل الحشد الشعبي ومطالب داخلية وخارجية بإنهاء عسكرة المجتمع، ومنها دعوة فرقة العباس القتالية التي يشرف عليها وكيل السيستاني أحمد الصافي، حيث قال قائد الفرقة ميثم الزيدي في كلمة له: "نحن اليوم مشرفين على مرحلة جديدة الا وهي مرحلة البناء، وسوف نبتعد عن عسكرة المدن والمجتمع وسنطلق السلاح بلا رجعة ونضع يدنا بيد الدولة لنقضي على الفساد".

في المقابل، تبرز أطراف شيعية تتمسك بقوة بإيران وتسعى عبر قادة الحشد الشعبي إلى استثمار النصر على داعش للفوز في الانتخابات المقبلة، الامر الذي ترفضه الحكومة العراقية وتحاول مرجعية النجف -السيستاني- التصدي له عبر خطب الجمعة من مرقد الإمام الحسين بن علي في كربلاء جنوب العراق.

الانتخابات

مع قرب الانتخابات البرلمانية، تصر القوى السنية على إعادة النازحين كشرط للمشاركة فيها، في الوقت الذي بدأت فيه –الانتخابات- تشغل الأوساط السياسية والأحزاب دخلت مرحلة خوض الصراعات الشرسة وترتيب أوضاعها عبر تحالفات وشعارات تستهوي الناخب العراقي، وتحاول القوى السياسية تشكيل كتلة تضم وجوه جديدة وأطياف متعددة من المجتمع العراقي بغية الظهور بلباس وطني مقبول لدى الناخبين، غير أنها لاتزال منقادة من قبل زعامات الكتل والأحزاب ذاتها.

الوضع الاقتصادي

أما فيما يخص الوضع الاقتصادي لعام 2017، فقد كان صعباً للغاية على العراقيين حيث مر بأزمات اقتصادية خانقة جراء انخفاض أسعار النفط ونفقات الحرب على داعش.

وكان لسياسة التقشف التي اتبعها العراق دور في توقف أغلب المشاريع الاستثمارية والوظائف ما أدى إلى ازدياد حالات الفقر بناءً على إحصاءات رسمية.

ونجم عن ذلك تصاعد البطالة وانتشار الجريمة والمخدرات بشكل خطير لم يسبق له مثيل. هذا وتراهن حكومة العبادي على القروض الخارجية لتغطية العجز الكبير في الميزانية، كما تسعى لجلب الاستثمارات الخارجية لتنشيط الاقتصاد العراقي وإعادة إعمار المدن المدمرة لذا تقود الحكومة حملة واسعة ضد الفساد لتطمين الاستثمارات.

رغم كل ذلك يأمل العراقيون أن يكون عام 2018 أفضل بكثير بعد أن تخلصوا من كابوس داعش الإرهاب وقدرتهم على وحدة بلادهم ورغبتهم في تغيير الوجوه السياسية في الانتخابات المقبلة.

 

التعليقات